كتاب المنزلة بين المنزلتين
  والدرجات، ومن جملة ما استحقوه إكرام الذرية الصالحة، وحينئذ فما حصل لهم من الدرجات والكرامات الزائدة فقد حصل بالعمل، وهم وإن لم يعملوا فقد عمل آباؤهم، والثواب في الحقيقة إنما هو للآباء، وإكرام الأبناء إكرام للآباء، يعرف ذلك الناس ويجدونه في نفوسهم بلا شك ولا امتراء.
  ٢ - هل سيلحق المؤمن من أهل البيت منزلة النبي ÷؟
  الجواب: قد سبق الجواب على هذا في ضمن الجواب الأول، فلا حاجة لإعادته، ونزيد هنا فنقول:
  يمكننا أن نقول: إن الله تعالى قد ألحق ذرية نبيه في هذه الحياة الدنيا بأبيهم ÷ في الشرف والرفعة والكرامة، فلهم في هذه الدنيا شرف النبوة وكرامتها ورفعتها، أخذ الله تعالى على هذه الأمة أن يراعوا ذلك.
  ومعلوم أن من يراعي هذه المنزلة لذرية النبي ÷ لا تبلغ الحد الذي ينبغي للنبي ÷، وعلى هذا القياس لما يبلغونه من الكرامة في الآخرة، وإن كانت الكرامة تختلف.
  ٣ - أيهما أفضل المؤمن من أهل البيت أم المؤمن العالم المجاهد من غير أهل البيت؟
  الجواب: أن لكل فضلاً، ومقادير الفضل وما يترتب عليه من الثواب لا يعلمه إلا الله تعالى.
  والأقرب عندي أن العالم المجاهد أفضل من المؤمن من أهل البيت الذي ليس بعالم ولا مجاهد:
  - لقوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة: ١١].
  - وقوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[الزمر: ٩].
  - وقوله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}[البقرة: ٢٦٩]. إلى غير ذلك من الآيات.