من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 131 - الجزء 3

  ١ - أن الكفار كادوا الإسلام من أطرافه، والبغاة كادوه من بحبوحته.

  ٢ - معصية البغاة وقعت في دار الإسلام فصارت كالمعصية في المسجد.

  ٣ - قد يجر البغاة بشبهتهم الكثير من الناس إلى المعصية بخلاف الكفار فلا أحد من المسلمين يصدقهم، ولا يخفى أن الفضل تابع للأصلح والأنفع فما كان أصلح للإسلام والمسلمين وأنفع فهو أفضل مما هو دونه في النفع والصلاح.

  وروى الإمام أبو طالب بسند صحيح عن النبي ÷ أنه قال: «والذي نفس محمد بيده للزبانية من الملائكة أسرع إلى فسقة حملة القرآن منهم إلى عبدة النيران والأوثان، فيقولون: يا رب بدئ بنا، سورع إلينا، يا رب يا رب؛ قال: فيقول الرب تبارك وتعالى: ليس من يعلم كمن لا يعلم». انتهى.

أنواع الكفر

  ١ - كفر الجحود، وهو كفر عباد الأصنام وكفر اليهود والنصارى وكذلك كل من أنكر وجحد شيئاً مما جاءت به الأنبياء والرسل À، ويلحق بذلك المجبرة والمشبهة ونحوهم، وكذلك من أنكر أن يكون الله خلق بعض مخلوقاته كالمطرفية، ومن زعم أنه يفعل كفعل الله الذي لا يقدر عليه سواه.

  ٢ - كفر النعمة، وهو الإخلال بشكر الله تعالى.

  ٣ - كفر الجارحة وفي هذا وقع الخلاف، ومن الأدلة على إثبات هذا القسم:

  ١ - أن الصحابة كانوا يقولون في حق مرتكب المعصية الكبيرة: إنه قد نافق، وحقيقة النفاق: إظهار الإسلام وإبطان الكفر، وربما قالوا: إنه قد كفر، ومن ذلك ما روي عن عائشة أنها قالت في حق عثمان: اقتلوا نعثلاً فقد كفر.

  ٢ - في الحديث المشهور: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ... الحديث»، ومثل هذا