كتاب المنزلة بين المنزلتين
  الحديث قوله تعالى: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ ...}[المائدة: ٨١]، وقوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ١}[الأنفال]، {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً}[النور: ٣].
  ٣ - قوله تعالى: {وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ٣}[النور]، فدلت هذه الآية أن الزاني والزانية قد زال عنهما اسم الإيمان.
  ٤ - أن القاتل عمداً لا يرث مما يدل على أنه قد انقطعت بالقتل ولاية الإسلام وروابط الإيمان، وقد استدل بهذا الدليل الإمام زيد #.
في كفر التأويل
  للمذهب: القطع بدخول فساق هذه الأمة الجنة وإن ماتوا على الفسق والتمرد - كفر تأويل لا تصريح، أما تجويز دخولهم الجنة فخطأ لا يبلغ كفراً ولا فسقاً. هذا كله للمذهب كما في الشرح والحواشي.
  قلت: ووجه الطرف الأول أن القطع بدخول الفساق الجنة من غير توبة يتضمن التكذيب بقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا}[النساء: ١٤]، ونحوها.
  وإنما كان كفر تأويل ولم يكن كفر تصريح لأن قولهم ذاك ليس تصريحاً بتكذيب الآية وإنما تضمنه.
  - ووجه الطرف الثاني أن تجويز دخول الفساق الجنة لا يتضمن التكذيب بالآية ونحوها، وإنما هو خطأ ما كان ينبغي أن يصدر من مصدق بالقرآن.
[توبة الكافر بعد موته]
  {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ}[آل عمران ٩١]: السؤال: ما هو الوجه في قوله تعالى: {وَلَوِ افْتَدَى بِهِ}[آل عمران ٩١] بعد قوله: {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا}؟