من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب الوعد والوعيد

صفحة 139 - الجزء 3

  على قدر عقولهم، وذلك لأن المكلف الذكي يدرك بعقله دقائق المعاصي وغوامضها، ويطلع بذكائه على خفاياها، فلا يكاد يرتكب معصية مهما دقت إلا وهو يدرك أنها معصية، ولا يخرج من فيه كلمة إلا وهو يدرك مداها من الضر والنفع، بخلاف المكلف الغبي، فإنه لا يدرك إلا واضحات الأمور دون غوامضها، ولا يعرف إلا جلائلها دون دقائقها؛ فيتكلم بالكلمة الضارة وهو يظن أنها نافعة، ويقع في دقائق المعاصي وغوامضها وهو لا يشعر، ويظن أنه في عمل صالح وهو في الواقع في عمل سيئ، فيظهر لي - والله أعلم - أن حساب مثل هذا يوم القيامة يكون دون حساب الذكي.

  ودليل ذلك قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}⁣[البقرة: ٢٨٦]، وليس في وسع المكلف الغبي مهما حرص واجتهد في التحفظ ألا يقع في دقائق المعاصي وخفيها، والله أعلم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وآله.

[أسئلة حول حياة الروح وعلاقتها بالجسد]

  س ١/ هل لقرب قبرٍ من قبر غيره فائدة للميت غير التبرك أو التعرض لكثرة الدعاء؟

  س ٢/ هل يعلم الميت مَنْ بجواره، ويسعد بجوار الصالحين، ويتأذى بجوار الفاسدين كما في جوار الدنيا؟

  س ٣/ بما أنه لا بد من حرمة القبر، فهل يتأذى الميت من ذلك؟

  - وإذا كان ذلك فهل يتأذى من جوار الأحياء المفسدين؟

  - وهل يحس بالغناء والفساد مثلاً، كما يحس بالسلام والدعاء؟

  - وهل روحه تكون بجوار قبره أو في داخله؟ أم أنها في محل آخر؟ فهل السلام يصل سواء عند القبر، أو كان الزائر بعيداً عنه؟

  - وما فائدة القرب إذاً؟