كتاب الوعد والوعيد
الجواب الرابع:
  حياة البرزخ هي حياة روحية تختص بها الروح، وليس للجسد فيها نصيب، وكل أولياء الله المؤمنين شهداء، وقد وصفهم الله تعالى في سورة الحديد بأنهم صديقون وشهداء، وفي الحديث: «ألا ومن مات على حب آل محمد مات شهيداً».
  وقد ذكر الهادي # أن من مات على فراشه وله نية صادقة في نصرة أولياء الله فإنه كالمتشحط بدمه في سبيل الله.
  وقد ثبت أن الراضي بعمل قوم شريك في عملهم، وفي الحديث: «أنت مع من أحببت»، وعن علي #: (لقد شاركنا في هذه الحروب رجال لم يرعف بهم الدهر بعد) هذا معنى الرواية، وهي في نهج البلاغة.
  وعلى هذا فالمؤمنون كلهم شهداء، وإن كان للمتشحط بدمه في سبيل الله مزية، هذا ما تفيده الأدلة.
الجواب الخامس:
  الظاهر أنها تلتقي أرواح الصالحين بعد موتهم سواء أتقاربت مضاجعهم أم تباعدت، ودليل ذلك الروايات التي ذكرتها في ديباجة السؤالات.
  وتلتقي الروح المؤمنة بمن كان يحب، ولا شك أن المؤمن يحب المؤمنين من كل قريب وبعيد، من يعرف ومن لا يعرف، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}[التوبة: ٧١]، والمشهور عن عمار أنه قال يوم قتله:
  اليوم ألقى الأحبة ... محمداً وحزبه
  - وفائدة محبة المؤمن لقبره عند قبور الصالحين هي ما يرجوه من بركة قربهم، وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم.
الجواب السادس:
  قد ذكرنا فيما تقدم أن الدعاء والسلام يصل إلى روح الميت، ولو من بُعْدٍ، وذكرنا دليل ذلك.