من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب الوعد والوعيد

صفحة 146 - الجزء 3

  فإذا تحقق ذلك، ورتب لهم ما هنالك من أسباب، وأحكم تأسيسها فرح وامتلأ غبطة وسروراً، وقد يكون ما يحصل في المستقبل من الخير لذرية الرجل أقر لعينه مما لو حصلت له في حياته، بل إنه قد يقدم سرور ذراريه وسعادتهم المقدرة في المستقبل بعد موته على سرور نفسه وسعادتها في حال حياته، ويؤثرهم بذلك على نفسه.

  - ولا يبعد أن الله سبحانه وتعالى يطلع الأرواح الزكية على ما أعطاها بعد موتها في أهل الدنيا من الذكر الحسن والثناء الجميل والشرف العظيم والشهرة والمنزلة.

  - أما يوم القيامة فسيطلع الله تعالى أولياءه الصالحين على ما امتن به عليهم في الحياة الدنيا من بعد موتهم من الثناء الحسن والشرف الرفيع والتعظيم والرفعة؛ لأن ذلك من جملة ثواب المؤمنين، ولا شك أن المؤمن سيستر إذا علم بما جرى له من بعد موته في الحياة الدنيا من حسن الذكر والشرف العظيم، والكرامات التي أظهرها الله تعالى على قبره و ... إلخ.

  - كما أن المؤمن سوف يسترُّ يوم القيامة إذا علم أن الله تعالى أخزى عدوه في الدنيا، وأناله فيها أنواع العذاب.

  - ومما يدل على أن الذراري في باب الثواب بمنزلة أبيهم: قوله تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ}⁣[الكهف: ٨٢].

قواعد وأحكام

[دفع الضرر عن النفس]

  دفع الضرر عن النفس واجب عقلي مع الاستطاعة، سواء أكان الضرر معلوماً أم مظنوناً، أم مشكوكاً فيه، ونعني بالمشكوك فيه أن يستوي تجويز حصوله وعدم حصوله.