كتاب الوعد والوعيد
  وقوله: {الْقَارِعَةُ ١ مَا الْقَارِعَةُ ٢} ... إلى آخر السورة [القارعة].
  وقوله: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ}[النحل: ١].
  وقوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ١}[القمر].
  وقوله: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ١} ... الآيات [التكوير].
  وقوله: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ١} ... إلى آخر السورة [الانفطار].
  وعلى الجملة فالسور التي نزلت بمكة تتركز حول التوحيد ونفي الشركاء، والإنذار والتخويف من العذاب الذي أعده الله في الدار الآخرة.
  - ومن الغريب أن المشركين «قريشاً» قابلوا الإنذار بالتكذيب والاستهزاء من غير نظر وتأمل فيما أنذروا به، وذلك الصنيع صنيع من لا عقل له، ومن هنا قال تعالى: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ١٩}[الرعد]، وقال تعالى فيهم: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ١٧١}[البقرة]، وقال تعالى: {أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ١٧٩}[الأعراف].
  - ومما يثير التعجب إعراض البشر عن دعوات رسل الله وأنبيائه À، واستجابتهم لدعاة الباطل وإقبالهم على التمسك بالخرافات، وبما توحيه الشياطين من عبادة الأصنام، وارتكاب الفواحش والآثام.
  - بل إنه لم يكفهم ما هم فيه من الجهل والظلم والعدوان فجندوا أنفسهم وأموالهم في محاربة أنبياء الله ورسله À، والتفاني في إطفاء نور الله وطمس دعوة الرسل À.
الفناء
  الذي يظهر - والله أعلم - من الفناء قبل البعث هو فناء الأحياء من الملائكة والجن والإنس والحيوانات، وتفتيت الأرض والجبال وما فيها، وخراب السماوات ونجومها وكواكبها وشموسها وأقمارها، وذهاب الليل والنهار، {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ}[إبراهيم: ٤٨]، وليس المراد فناء ذلك