[اتفاق جميع المذاهب الإسلامية على القرآن]
  فإن قيل: قد قال الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}[آل عمران: ٧]، وقد وقف السلف والخلف هنا، وعلى هذا فالجملة بعد ذلك مستأنفة، فثبت بذلك أنه لا يعلم المتشابه إلا الله وحده دون البشر.
  قلنا: الوقف لا يدل على ما ذكرتم، فإنه يجوز الوقف على المعطوف عليه، وأمثلته في القرآن لا تحصى، وللوقف هنا مرجح وهو الأدب، وذلك أن في الوقف على الجلالة زيادة تعظيم لله وإجلال لا تحصل مع عدم الوقف.
  هذا، مع أن الواو ظاهرة في العطف فلا يجوز العدول عن هذا الظاهر إلا بدليل، والوقف ليس بدليل.
[اتفاق جميع المذاهب الإسلامية على القرآن]
  - القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى:
  وقد اختص القرآن من بين الكتب السماوية بالحفظ والسلامة من التغيير والتبديل والتحريف، و ... إلخ إلى يوم القيامة.
  - وجميع أهل المذاهب الإسلامية متفقون على ذلك لا يختلفون في صحة كلمة من كلماته أو في حرف من حروفه.
  - ومتفقون أيضاً على أنه في المرتبة الأولى من حيث قوة الحجة والبرهان، وأن السنة في المرتبة الثانية.
  - ومع هذا الاتفاق فقد كثر الاختلاف والتفرق في دين الإسلام وكثرت المذاهب، يكفر بعضهم بعضاً، ويلعن بعضهم بعضاً، ويستحل بعضهم دماء بعض.
  - ومذهب أهل السنة والجماعة مذهب كبير يتميز بكثرة أتباعه وكثرة المنتصرين له من العلماء، وكثرة التصانيف والمؤلفات في جميع أنواع العلوم الإسلامية وكتب اللغة، ولهم توسع في التحقيق والتدقيق فيما هنالك.
  - ومذهب الزيدية مذهب ساحته صغيرة، محصور في رقعة صغيرة في جنوب جزيرة العرب، ويتميز بقوة الأدلة والبراهين على صحة عقائده.