الفرق بين الجلي والخفي فيما يرجع إلى التكليف في مسألة الإمامة
  في القرآن وهي: النبوة، والأخوة، والوزارة، والخلافة، {وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا ٥٣}[مريم]، {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي ٢٩ هَارُونَ أَخِي ٣٠ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ٣١ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ٣٢}[طه]، {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ١٤٢}[الأعراف].
  فبعد معرفة منازل هارون من موسى يستوضح للناظر أنها ثابتة لعلي # بالنص من النبي ÷ لم يفت علياً # منها إلا النبوة.
  وإذا وصل الناظر إلى هذه الغاية من النظر فإنه سيفهم بلا شك من النص إمامة أمير المؤمنين.
  وكذلك الحديث الثاني وهو حديث الغدير فإنه يحتاج إلى شيء من النظر والاستدلال، وذلك أن لفظة «مولى» في قوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه» تطلق في اللغة العربية على عدة معانٍ إطلاقاً حقيقياً، فقد وضعت في اللغة للمعتِق وللمعتَق ولابن العم وللناصر وللأوْلَى بالتصرف ولغير ذلك.
  ومن هنا فإن السامع لخطاب النبي ÷ في هذا الحديث سيحتاج إلى شيء من التأويل والنظر حتى يستوضح المعنى المطلوب، ومع التأمل فإن الناظر سيفهم بدون شك النص على إمامة أمير المؤمنين #.
  وذلك أنه لا يصح أن يراد بالمولى في هذا الحديث: المعتِق ولا المعتَق إذ ليس كل من أعتقه النبي ÷ من العبيد قد أعتقه علي #، مع أنه لا فائدة في تبليغ مثل ذلك إلى الجم الغفير في مثل ذلك الموقف الحافل في يوم الغدير.
  وكذلك لا معنى لأن يقول النبي ÷: من كنت ابن عمه فهذا علي ابن عمه، وكذلك الناصر؛ فلم يبق إلا أن يكون المراد بالمولى في الحديث هو ولي التصرف، وهكذا سائر النصوص التي وردت في أمير المؤمنين # فإنها من هذا الباب.
الفرق بين الجلي والخفي فيما يرجع إلى التكليف في مسألة الإمامة
  هذا، وأما الفرق بين النص الجلي والخفي فيما يرجع إلى التكليف - فقد أشار إليه