باب صلاة الجماعة
  يحافظ على السوق، فقال النبي ÷ للذي يحافظ على السوق: «لعلك إنما ترزق بمحافظة أخيك على الصلاة».
  وما روي من أنه ÷ نهى الذي يأكل الثوم عن قربان المسجد.
  وما يفهم من قوله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ}[الجمعة ٩]، وغير ذلك، فكل ذلك يدل على أنها ليست بواجبة.
  فصرفنا لذلك الأدلةَ المتقدمة عن الوجوب، هكذا قال أهل هذا القول.
  نعم، قال الله تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ}[الحج ٤١]، قد يؤخذ من هذه الآية الوجه الذي من أجله ترك السادة المجتمعون في بيت محمد بن منصور المرادي صلاة الجماعة في صلاة الظهر، وجمَّعُوا في صلاة العصر، وذلك أنهم كانوا وقت صلاة الظهر بغير إمام يجمعهم، ثم بايعوا لأحدهم فصلى بهم صلاة العصر جماعة.
  هذا، وقد جاء في سير الأئمة من أهل البيت $ أنهم كانوا إذا تمكنوا فإن من أول ما يفعلون إقامة الصلاة، فكانوا يأمرون المؤذنين بالأذان بـ (حي على خير العمل) ويتقدم لإقامة الصلاة بالجماعة إمام المسلمين، أو من يقدمه ويرتضيه للصلاة بالمسلمين.
  هذا، والذي يظهر أن الصلاة في المساجد في الجماعة بأذان وإقامة هي من أكبر شعائر الإسلام، أو أكبرها.
  والدليل على ذلك: أن ذلك هو الفارق بين المسلمين وغيرهم، ولهذا روي أن رسول الله ÷ كان يأمر الغزاة بأن يكفوا عن تبييت القرى حتى يصبحوا، فإن سمعوا بها أذاناً كفوا وإلا أغاروا ... إلخ.
  وفي قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}[النور ٣٦]، ما قد يؤيد ما قلنا ويشهد له. فالصلاة هي المميز الظاهر، والعلامة الفارقة