من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[مؤيدات تدل على أن الزيدية أهل الحق]

صفحة 183 - الجزء 3

  ٤ - لا تجوز عندهم طاعة الفاسق المتغلب على الخلافة، ولا مناصرته، ولا معاونته، ولا مؤانسته، إلا ما أذن الله تعالى فيه من التقية: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}⁣[آل عمران: ٢٨].

  ٥ - لا يرون أن شهادة ألا إله إلا الله محمد رسول الله ÷ كافية لدخول الجنة كما يذهب إليه أهل السنة والجماعة، بل لا بد مع ذلك من القيام بكل ما أوجبه الله تعالى، وترك كل ما نهى الله عنه، كل ذلك على قدر المستطاع، {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}⁣[التغابن: ١٦].

  ٦ - يرون أن ما يروى عن الرسول ÷ من نحو: «من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، وإن سرق وإن زنى»، «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» يرون أن ذلك أماني كاذبة لم تصح عن النبي ÷ لعدة أمور:

  - لمخالفتها القرآن: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ١٨}⁣[غافر]، {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣}⁣[العصر]، والآيات في هذا الباب كثيرة.

  - لما في ذلك من التشجيع والإغراء بارتكاب الكبائر والجرائم والمآثم وترك الأعمال الصالحة.

  - لما في ذلك من هدم شرائع الإسلام، ونشر الفوضى والفساد.

  ٧ - يذهبون إلى أن أهل الكبائر من أمة محمد ÷ إذا ماتوا غير تائبين فإنهم من أهل النار خالدين فيها لا يخرجون منها، وأن ما روي من خروجهم من النار أماني كاذبة لا يجوز الركون عليها، ولا الالتفات إليها لعدة أمور:

  أ لأن اليهود قد قالوا بمثل هذه المقالة فندد الله بها، وذمهم عليها، واستنكرها أشد الاستنكار، فقال تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ