[مؤيدات تدل على أن الزيدية أهل الحق]
  وبعد، فإن الذي يظهر لي أن الصحابة لا يعذرون في مسألة الخلافة بتقدير الخطأ والجهل في فهم النصوص التي جاءت في الكتاب والسنة، وذلك أن الواقع بالفعل قد كان على خلاف ذلك، وذلك:
  ١ - لما يلزم من اجتماع الأمة على ضلالة، وقد روي: «لن تجتمع أمتي على ضلالة» مع ما يلزم من عصيان علماء الصحابة الكاتمين.
  ٢ - وهذا مع ما ظهر واشتهر عن أمير المؤمنين # من التوجع والتشكي من المتقدمين عليه كما في نهج البلاغة وغيره.
  ٣ - ثم ما صح واشتهر في منع النبي ÷ من كتابة الكتاب في مرض موته، وتباطؤ الصحابة في بعث جيش أسامة، مما يدل دلالة واضحة أنهم كانوا يبيتون لأخذ الخلافة.
  ٤ - وما حدث بالفعل من الأذى لأهل البيت بعد موت النبي ÷.
  نعم، ولزيادة التوضيح للفرق بين الجلي والخفي نقول: دلالة كل من الجلي والخفي قطعية غير أنهما يفترقان من حيث أن دلالة الجلي ضرورية بالنظر إلى العارف باللغة، ودلالة الخفي نظرية استدلالية.
[مؤيدات تدل على أن الزيدية أهل الحق]
  لأهل المذهب الزيدي ولمذهبهم مؤيدات تشهد بأنهم الأولى بالحق، فمنها:
  ١ - أنهم لم يخالطوا خلفاء بني أمية وبني العباس، وكذا من بعدهم من السلاطين، فلم يجالسوهم، ولم يساكنوهم، ولم يلوا لهم أي عمل، ولم يتجندوا معهم.
  ٢ - أنهم خرجوا على الظلمة يأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر، وقاتلوهم على ذلك، ولم يزالوا معهم في حرب على طول التأريخ.
  ٣ - أنهم صبروا على الخوف والتشرد، وخرجوا من ديارهم وأوطانهم، وصبروا على جفاء السلطان ورعاياه، كل ذلك لئلا يدخلوا فيما يسخط الله تعالى.