من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

مبحث هام عن الزيدية وأصولها

صفحة 185 - الجزء 3

  الصحابي أشد استحقاقاً لغضب الله وسخطه؛ لكثرة نعم الله على الصحابي، ومن هنا قال تعالى لنساء النبي ÷ إذا عصين الله ورسوله: {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}⁣[النساء: ٣٠].

  ٩ - الزيدية ينزهون الله تعالى عن معاصي العباد؛ عن فعلها، وعن مشيئتها، وعن إرادتها، ويقولون: إن العصاة هم الذين اختصوا بفعلها وإرادتها ومشيئتها، وأنهم فعلوها مختارين غير مضطرين، وأن الله تعالى لم يكن منه في ذلك غير ما أعطاهم من القدرة والقوة، وجعل فيهم من الطبيعة، ومكنهم من فعل ما يريدون.

  ويقولون: إنه تعالى لو شاء لأجبرهم على الطاعة واضطرهم إليها، غير أنها اقتضت حكمته أن يكونوا مختارين، {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}⁣[الكهف: ٢٩]، ليستحقوا الثواب والعقاب، {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ٣١}⁣[النجم].

  ١٠ - العقل عند الزيدية من أقوى الأدلة؛ لذلك ينزهون الله تعالى عن الجسمية والأعضاء والحلول في مكان، وعن الرؤية؛ لأن الحلول في مكان والرؤية من خصائص الأجسام.

  ١١ - أحاديث الصحيحين ليست كلها صحيحة، وليس كلها باطلاً، بل فيها الصحيح وغير الصحيح، ولا يجوز عند الزيدية أن يُقلَّدَ أهل الحديث في حكمهم بالصحة للصحيحين، ولا في غير الصحيحين بالتصحيح والتضعيف و ... إلخ، ولهم في تمييز الصحيح من غيره طرق:

  ١ - العقل، فعن طريقه تعرف الأحاديث الخرافية كحديث الدابة المروي في مسلم، وفي الصحيحين الكثير من ذلك.

  ٢ - القرآن، فالحديث الذي يخالف القرآن يترك عندهم، ولا يلتفتون إليه.

  ٣ - الأحاديث المجمع على صحتها؛ فإذا خالفها أي حديث فإنه لا يقبل.