من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $

صفحة 192 - الجزء 3

  هذا، وللإمام زيد # مجموع فيه رسائل وكتب له # تؤكد صحة المذهب الذي يتناقله أهل السنة في كتبهم، أما كتب الكلام الزيدية فهي أكثر من أن تحصر، فيها بيان مذهبهم ونصوص أئمتهم.

  وعلى الجملة فمذهب الزيدية في علم الكلام معروف مشهور حتى بين أوساط علماء أهل السنة.

  - وإذا أمكن التشكيك في نسبة الزيدية إلى الإمام زيد بن علي في مذهبهم في علم الكلام - فيمكن التشكيك في نسبة الأشعرية إلى أبي الحسن الأشعري في علم الكلام، وفي نسبة الحنابلة إلى أحمد بن حنبل، ونسبة الجهمية إلى جهم بن صفوان، و ... إلخ، وهذه النسب هي في علم الكلام الذي هو التوحيد والعدل والنبوءات والإمامة والوعد والوعيد.

  - أما دعواهم أن زيد بن علي من أهل السنة والجماعة - فيكذبها خروج الإمام زيد بن علي # لجهاد هشام بن عبدالملك، فلو كان كما يدَّعون لما خرج لجهاده؛ لأن مذهب أهل السنة والجماعة تحريم الخروج على ولي الأمر، وقد استشهد الإمام زيد # في خروجه هذا، ثم خرج على أثره ولده يحيى # بوصية من أبيه، وقال يحيى بن زيد # في شعر له:

  يا ابن زيد أليس قد قال زيد ... من أحب الحياة عاش ذليلا

  كن كزيد فأنت مهجة زيد ... تتخذ في الجنان ظِلاً ظليلا

  أما مذهب الزيدية في الفقه فهو مذهب متسع لا يُلزم بتقليد إمام معين، ولا يوجب التقيد بمذهب مجتهد، بل يتحتم عند الزيدية على المجتهد أن يعمل باجتهاده، ويحرم عليه التقليد مع تمكنه من الاجتهاد، ويجيز للمقلد أن يقلد من شاء من المجتهدين إذا استووا في نظره، وله أن ينتقل من تقليد مجتهد إلى تقليد مجتهد آخر، وله أن يقلد مجتهداً في مسألة ومجتهداً آخر في مسألة أخرى، وآخر في ثالثة، وهكذا.

  وقد اشتهر في ذلك قول الإمام زيد #: (اختلافنا لكم رحمة، فإذا