من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

مبحث هام عن الزيدية وأصولها

صفحة 193 - الجزء 3

  أجمعنا ... إلخ)، يريد # أن اختلاف علماء أهل البيت $ رحمة لأتباعهم أي: سعة وتيسير فيأخذ أحدهم بمذهب من شاء منهم، أو بما فيه تيسير وترخيص.

  ويذهب علماء الزيدية إلى أن مجموع الإمام زيد بن علي الحديثي أصح الحديث المروي عن النبي ÷ كالبخاري عند أهل السنة، ولهم مرويات أخرى حديثية إلا أنها في المنزلة الثانية، فمجتهد الزيدية يعتمد على مرويات أئمة الزيدية، وفي مقدمتها مجموع الإمام زيد.

  فمذهب الهادي # يعتمد بعد القرآن على هذه المرويات، وهكذا مذهب الإمام الناصر، ومذهب القاسم، ومذهب المؤيد بالله، ومذهب أبي طالب، ولكل إمام من أهل البيت ومن علماء الزيدية مذهب يذهب إليه في بعض مسائل الفقه، إلا أن ذلك قليل بالنسبة لما يتفقون فيه.

  - ولا يعدون ذلك خلافاً، ولا نزاعاً، ولا يُخطِّئ بعضهم بعضاً في ذلك، ولا يشنعون به، بل إن الواحد منهم إذا استفتاه مستفتٍ في مسألة يدل المستفتي على المجتهد الآخر الذي في مذهبه تيسير وترخيص؛ لئلا يوقع المستفتي في حرج إذا أفتاه بمذهبه.

  - وقد جمع الزيدية فقه الإمام القاسم وفقه أولاده، وفقه الهادي وولديه، وفقه الناصر، وأخذوا منه قواعد وفرّعوا، وحققوا ذلك ودققوه، وأخرجوا منه مذهباً يرجع إليه عامة الزيدية.

  وأول من جمع ذلك أبو العباس الحسني والمؤيد بالله وأبو طالب في القرن الرابع ... ، وما زال هذا المذهب هو معتمد الزيدية في جميع بلادها يدرس في مدارسها، ويتعلمه الصغير والكبير، والذكور والإناث، وهو المعتمد في القضاء والمعاملات، وهذا المذهب نظير ما وضعته الشافعية لمذهب الإمام الشافعي، ونظير ما وضعته الحنفية لمذهب أبي حنيفة، ونظير ما وضعته المالكية لمذهب مالك، و ... إلخ.