من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

طبقات أئمة الزيدية

صفحة 198 - الجزء 3

  أكثر مما عددت وهو مصيب، وأئمة أهل البيت $ كلهم نجوم لامعة يهدون إلى الحق القويم، وكل منهم قد نجم في عصره، واشتهر أمره ووضحت حجته، À ورحمته وبركاته، فهم أهل الفضل والفضائل، وخيرة الله وصفوته من بريته، وحملة دين الله وخلفاء رسول الله ÷ الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

  وأنا وإن لم أعدد إلا بعضهم فليس ذلك لنقص في منازلهم، فهم عندي وعند الصالحين في أعلى المراتب البشرية بعد أنبياء الله ورسله À وسلامه، وإنما لأن من ذكرتهم كانوا بارزين بأسمائهم في ذاكرتي لكثرة ورود أسمائهم عليها، وتكرر ذكرهم عندها.

  فهذه الطبقات يأخذ كل منها في طريق من سبقه ويهتدي بهديه، ويستأنس بطريقته، ويسترشد برشاده، ويسير بسيرته.

  - وإمام أهل هذه الطبقات جميعاً هو الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # فبه يأتمون، وبهداه يهتدون، وبدينه يدينون.

  - وإنما بدأنا تصنيف طبقات الزيدية من زيد #؛ لأن الشيعة كانوا قبل زيد # أهل مذهب واحد لا يختلفون، فلما قام زيد # اختلفوا فصاروا فرقتين بعد أن كانوا فرقة واحدة؛ ففرقة ناصروا زيداً وشايعوه وجاهدوا معه فسموا زيدية، وفرقة رفضت القيام مع زيد في جهاده وقعدت عنه فسموا إمامية، وسماهم زيد الرافضة؛ لآثار رواها عن النبي ÷ فيهم.

  - فمنذ ذلك الحين ولدت طبقات الزيدية وبدأ تأريخها، ولا يعني ذلك أن مذهب الزيدية مذهب مستحدث، فمذهب زيد هو مذهب سلفه الصالح الذي أخذه عن أبيه علي بن الحسين، عن جده الحسين، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب $، عن النبي ÷.

  - وقد ترك لنا زيد # ذلك المنهج المأثور عن علي، وعن النبي ÷.

  - وما تزال الزيدية إلى اليوم تستند إلى ذلك، وتعتمد عليه بعد القرآن، وتعتبره