من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

مبحث هام عن الزيدية وأصولها

صفحة 199 - الجزء 3

  أصح الحديث المأثور عن النبي ÷، وعن علي #.

  يقال: إن الزيدية أخذت علم الكلام عن المعتزلة، وأن زيداً تتلمذ على واصل بن عطاء.

  قلنا: هذه المقولة باطلة، فالزيدية تعلمت أصول دينها عن إمامها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #؛ فإنه أول من تكلم في أصول الدين، وأول من أخرج للناس فلسفة العدل والتوحيد، وذلك كلامه في نهج البلاغة الذي لم يترك باباً من أبواب علم الكلام إلا ووضع خطوطه العريضة، وأسس قواعده الفلسفية، وفتح أبوابها.

  - فعنه أخذ الزيدية أصول دينها، وعلى أسسه بنوا قواعدها، وأرسوا بنيانها.

  - بل إن المعتزلة هم الذين أخذوا عن الزيدية، وتعلموا منهم أصول فكرهم الفلسفي، ومبادئ علم الكلام وقواعده، فقد روى الثقات أن واصل بن عطاء أخذ أصول علم الفلسفة عن الحسن بن محمد بن الحنفية، والحسن أخذ عن أبيه محمد بن الحنفية، ومحمد بن الحنفية أخذ عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #، ومن واصل أخذ المعتزلة فهو إمامهم الأول.

  - ذكر هذا العلامة المعتزلي ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة، وهذا الكلام هو الجدير بالصدق، والأقرب إلى الحق، وذلك لأمرين:

  ١ - أن الراوي له هو أحد علماء المعتزلة.

  ٢ - أن أمير المؤمنين # هو أول من تكلم في مباحث علم الكلام ودقق وحقق في مباحثه بأساليب منطقية، ولم يؤثر هذا العلم عن أحد غيره لا من الصحابة ولا من التابعين، فمن الجدير بالصحة أن يكون # هو إمام الناس جميعاً في هذا العلم الفلسفي الحكيم.

  هذا، وقد قال قوم: إن فقه الزيدية الموجود اليوم مأخوذ من الفقه الحنفي، وهذه المقالة باطلة كسابقتها، وليس لأهل هذه المقالة مستند يستندون إليه في