[الاستدلال بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية الشريفة]
  والأشكال، سميناه نصاً خفياً، وإن كان معناه عند الرساخ واضحاً جلياً.
  وأما كبار الصحابة الذين تصدروا للإمامة ونهضوا بالخلافة فلا أغص نفوسهم وأغراضهم، ولا أقابل بالشتم أعراضهم، بل أجد موجدة الزاري عليهم، والمستريب منهم، لتمسكهم بالمحتملات، وتعلقهم بالمتأولات، وأكِل أمرهم إلى الله تعالى). انتهى من الحدائق الوردية.
[الاستدلال بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية الشريفة]
  من كلام لعلي # قاله لابن عباس حين بعثه ليحتج على الخوارج قبل محاربتهم ما معناه: (لا تحاججهم بالقرآن فإنه ذو وجوه، ولكن حاججهم بالسنة).
  هكذا قال أمير المؤمنين إن القرآن ذو وجوه، والمعنى: أن الكثير من آيات القرآن يمكن أن تفسر بتفسيرين أو أكثر، فلا يتمكن ابن عباس من إقناعهم؛ لأن ابن عباس إذا قال لهم في هذه الآية كذا وكذا قالوا: لا، بل المعنى كذا؛ لذلك أرشده أمير المؤمنين # إلى الاحتجاج بالسنة.
  ولعل قائلاً يقول: ما هي الحكمة والغرض التي دعت الحكيم تعالى إلى أن يجعل آيات الكتاب الكريم ذات وجوه يمكن أن تفسر من كل وجه بتفسير يخالف تفسيرها من الوجه الآخر؟
  قلنا: يمكن الجواب على ذلك بأن الله سبحانه وتعالى أراد أن تكون تلك الوجوه التي تحتملها الآية محل اختبار وابتلاء للمسلمين، فالمؤمن الصادق في إيمانه يأتي إلى تفسير الآية من الوجه الصحيح إذا عرفه وتحققه.
  أما المسلم الذي ليس بصادق في إيمانه فإنه إذا رأى الآية محتملة لعدة تفاسير أخذ بالتفسير الذي يوافق هواه، وترك التفسير الصحيح.
  وقد قال الله تعالى: {الم ١ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ٢ ...} الآيات [العنكبوت]، لذلك جعل الله تعالى احتمال الآية الواحدة لعدة تفاسير اختبارًا للمؤمنين، ولا سيما العلماء.