من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[الفرقة الناجية ونظرتها إلى الصحابة]

صفحة 204 - الجزء 3

  يعرفهم أن الفتوى صدرت عن إكراه فلا يعتبر بها، أو أنه يمكن المفتي أن يبلغ المقتدين به أنها فتوى عن إكراه فلا يغتر بها أحد، أو أن تكون الفتوى في مسألة فرعية ظنية خلافية، كأن يكره المجتهد على الإفتاء بأن الزكاة واجبة في الخضروات والفواكه وجميع ما أخرجت الأرض.

  بعض التقية تجوز لحجج الله على خلقه كالأئمة وبعضها لا تجوز، فلا يجوز له أن يعلم الناس ويبلغهم إلا الحق الصافي، ولا يجوز له أن يحرف أو يزيد أو ينقص من أجل الخوف على نفسه.

  - ويجوز له تأخير البيان لبعض الأحكام الشرعية إلى آخر وقت؛ للخوف على نفسه، كما فعله الرسول ÷ في تبليغ ولاية علي #.

[الفرقة الناجية ونظرتها إلى الصحابة]

  جاء في الرواية: «ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا فرقة»، قيل: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «من كان على مثل ما كنت عليه أنا وأصحابي»، وهذا الخبر يدل على صحة دين الزيدية.

  وذلك أن الزيدية - كما كانت الصحابة - لا ترى لصحابة النبي ÷ ما لم يروه لأنفسهم، فلم يتجاوزوا برأيهم رأي الصحابة.

  إذاً فحال الزيدية كحال الصحابة فلم يقدسوا الصحابة، بل قالوا: إنهم قوم من الناس لهم ما للناس وعليهم ما عليهم، من أساء منهم ذممناه، ومن أحسن منهم حمدناه.

[كلام للإمام الهادي الحقيني في إمامة أمير المؤمنين]

  من وصية الإمام الهادي الحقيني # وهو: علي بن جعفر بن الحسن، من ذرية الإمام زين العابدين #:

  (وأشهد أن أمير المؤمنين، إمام المسلمين بعد رسول رب العالمين، لما خصه الله تعالى بمجموع الفضائل والمناقب، ووضعه في أشرف المناصب، بمنصوص التنزيل، المعرض للتأويل، لتقابل الأشباه والأمثال، وتعارض المعاني