من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[أصول الفقه في القرآن الكريم]

صفحة 217 - الجزء 3

قسم أصول الفقه

[أصول الفقه في القرآن الكريم]

  اشتمل القرآن على ما يلي:

  ١ - أوامر يراد بها الإرشاد والندب دون الوجوب مثل: {كُلُوا وَاشْرَبُوا}⁣[الحاقة: ٢٤]، {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا}⁣[تبارك: ١٥]، {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا}⁣[المائدة: ٢]، {إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ}⁣[البقرة: ٢٨٢].

  ٢ - أوامر يراد بها الوجوب مثل: {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}⁣[النور: ٥٦]، {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ}⁣[المائدة: ٦]، {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}⁣[المائدة: ٦].

  ٣ - صيغ أوامر ويراد بها التهديد مثل: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ ٤٦}⁣[المرسلات]، {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}⁣[فصلت: ٤٠].

  وهكذا جاءت صيغ النهي في القرآن الكريم فمرة تأتي للإرشاد والندب مثل: {وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ}⁣[البقرة: ٢٨٢]، ومرة تأتي للتحريم مثل: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}⁣[الأنعام: ١٢١].

  ٤ - أوامر للوجوب لا يعرف المراد منها مثل: {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} فإن المكلف لا يدري ولا يعرف المعنى المراد من هذا النص، فلا يدري كيف يقيم الصلاة، ولا يعرف كيف يؤدي الزكاة.

  ٥ - أوامر للوجوب واضحة المعنى المراد، مبينة لا تحتاج إلى بيان مثل: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ... الآية}⁣[المائدة: ٦].

  ٦ - أوامر تعم الرجال والنساء مثل: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ... الآية}، وأوامر تخص الرجال مثل: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}⁣[الجمعة: ٩]، ومثل أوامر الجهاد وقتال المشركين وأهل الكتاب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.