[لا بد للاستنباط من معرفة لغة العرب]
  - وقد قالوا: إن دلالة الظاهر ظنية، إلا أن العمل بها واجب قطعي.
  - هذا، والمؤول هو قسيم النص والظاهر، والتأويل، هو: حمل الكلمة على المعنى البعيد دون معناها الظاهر القريب، ولا يجوز ذلك إلا لدليل.
[لا بد للاستنباط من معرفة لغة العرب]
  أنزل الله تعالى القرآن بلغة العرب، ورسول الله ÷ من صميم العرب، وقد نشر ÷ رسالته بلغة العرب، فإذا أراد المرء أن يتعرف على الأحكام الشرعية بنفسه من الكتاب والسنة فلا بد أن يعرف لغة العرب.
  ومعرفتها اليوم لا تتحقق إلا بالدراسة والتعلم لعلوم اللغة: من النحو والتصريف، وأبواب من علوم البلاغة ومفردات اللغة.
  فإذا تعرف المرء ذلك وأتقن ما هنالك فليعلم أن هناك أبواباً لغوية غير ما سبق لا بد من معرفتها لشدة تعلقها باستخراج الأحكام الشرعية، ولا يتم استخراج الأحكام الشرعية كما ينبغي إلا بتحقيق معرفتها.
معلومات عن موضوع هذا العلم:
  - إذا قال قائل أهل اللغة: «أكرم زيداً»، وأنت تعرف أن زيداً هذا أحد العلماء، وإذا قال قائلهم: «أكرم العلماء»، وزيد واحد منهم، فهذان القولان يدل كل واحد منهما على طلب إكرام زيد، إلا أن المثال الأول أقوى في دلالته على إكرام زيد من المثال الثاني؛ لأنه دل بالنص والتعيين على إكرام شخص معين باسمه، أما المثال الثاني فإنه وإن دل على إكرام زيد لكن دلالته ليست بالنص والتعيين وإنما لدخوله تحت الشمول الذي أفاده لفظ العلماء، فإنه يشمل زيداً وغيره من العلماء. وبهذا تعرف أن دلالة بعض ألفاظ اللغة أقوى من بعض.
  - إذا قال قائل أهل اللغة: «أكرم العلماء»، فإنه يدل على معنيين، أحدهما أقوى وأوضح من الآخر:
  ١ - يدل على لزوم إكرام العلماء، وهذا المعنى يدل عليه اللفظ بصريحه.