من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[الحاجة إلى من يبين آيات القرآن]

صفحة 282 - الجزء 3

  قلنا: ورد الأمر بالصلوات مجملاً في القرآن، وبين النبي ÷ تفصيل ذلك المجمل بقوله وفعله، إلا أن النبي ÷ قد أخذ ذلك التفصيل وعرفه من القرآن الكريم، وذلك من مثل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا}⁣[الحج: ٧٧]، {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ٢٣٨}⁣[البقرة]، {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}⁣[المزمل: ٢٠]، {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ١١١}⁣[الإسراء]، وقبل هذه الآية قوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ١١٠}⁣[الإسراء].

  ومثل قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ١}⁣[الأعلى]، ومثل قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ٧٤}⁣[الرحمن]، وقوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}⁣[البقرة: ١٤٤].

  وعرف ÷ أوقاتها من مثل قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ...}⁣[الإسراء: ٧٨]، ومثل قوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ}⁣[هود: ١١٤]، والآيات في ذكر تفاصيل الصلاة في القرآن كثيرة.

  فقد أمر الله تعالى في القرآن بالتكبير والتسبيح والتحميد، والقراءة والركوع والسجود، والقيام والقعود، والجهر والمخافتة، واستقبال القبلة، وطهارة الثياب والبدن والمكان، و ... إلخ.

  - قال الله تبارك وتعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ...}⁣[آل عمران: ١١٠]، تدل هذه الآية أن أمة محمد ÷ المتصفة بتلك الصفات الثلاث أفضل الأمم فهي أفضل من أمة بني إسرائيل.

  وإنما استحقت الفضل على غيرها من الأمم لقيامها بالأمر بالمعروف،