أهمية علم المعاني والبيان للاجتهاد
  الواقع أمر جديد أو حادثة جديدة لم تذكرها آيات القرآن، ولم يُرْوَ فيها شيء عن النبي ÷، ولا عن أمير المؤمنين، ولا عن أئمة أهل البيت؛ فإنه حينئذ يجب على علماء المسلمين أن يجتهدوا في استخراج حكم ذلك.
  ومثال ذلك: ما ثبت اليوم من أن هناك مناطق سكنية في شمال الكرة الأرضية حول الدائرة القطبية الشمالية وهكذا حول الدائرة القطبية الجنوبية يكون الليل في بعض فصول السنة ثلاثاً وعشرين ساعة والنهار ساعة واحدة، وبالعكس يكون النهار ثلاثاً وعشرين ساعة والليل ساعة واحدة أو أقل من ساعة؛ ففي مثل هذه المناطق يحتاج المسلم إلى معرفة ما يجب عليه من الصلاة ومن الصيام.
  - وبعد، فإن الله تعالى قد ذكر الاجتهاد في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ٧٨ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}[الأنبياء]، فكما ترى في هذه الآية أن داود # حكم في ذلك بحكم، وحكم سليمان # بحكم آخر غير ما حكم به داود؛ فأيد الله تعالى حكم سليمان # من غير أن يخطِّئ داود # بل أثنى عليهما جميعاً فقال: {وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}، ولا شك ولا ريب أنهما @ حكما في قضية لم ينزل فيها حكم من الله تعالى؛ إذ لو كان قد نزل فيها حكم من الله لما خالفاه.
أهمية علم المعاني والبيان للاجتهاد
  سؤال: هل علم المعاني والبيان ضروري للاجتهاد؟ أوضحوا لنا ذلك ولو ببعض الأمثلة، أحسن الله جزاءكم.
  الجواب: المحتاج إليه في الاجتهاد مذكور في أصول الفقه: مثل الأمر والنهي، والحقيقة والمجاز، والعام والخاص، و ... إلخ، وأكثر أبواب الأصول لغوية، وقد وضعوا في أصول الفقه الأساسيات التي لا بد من معرفتها للمجتهد.
  والذي أراه أنهم وإن وضعوا فيها كل ما يحتاجه المجتهد فإنه لا يتم معرفة ما