مكة
  وفيه تقوية الروابط وتوثيقها بالأنبياء والرسل، ولا سيما إبراهيم ومحمد ª وسلامه وعلى آلهما ورحمته وبركاته.
مكة
  أقسم الله تعالى بمكة في قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ١ ..}[البلد]، وأقسم بها في قوله تعالى: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ٣}[التين]، وفي ذلك تنبيه وإشارة إلى عظيم فضلها وشرفها عند الله تعالى، والمراد بالبلد الأمين: مكة وما حولها من الحرم بدليل قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}[العنكبوت ٦٧]، وقال سبحانه: {وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[الحج ٢٥] سمى الله تعالى الحرم محرم في هذه الآية مسجدًا.
  وقال سبحانه: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا ...}[النمل ٩١]، وقال سبحانه وتعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ}[الفتح ٢٧]، لم يدخل الكعبة إلا النبي ÷ ورجل في عمرة القضاء، فدل ذلك أن المراد دخول مكة.
  وقال سبحانه: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}[الإسراء ١]، وفي السير أنه ÷ أسري به من بيت أم هانئ بنت أبي طالب.
  المعلوم أنه لم يكن حول الكعبة أي بناء للصلاة فيه، وإنما كانت مبنية وحدها في الوادي يطاف عليها ويصلى عندها.
  وقد روي أن الحسنة في الحرم المحرم بمائة ألف حسنة.
  وبما ذكرنا يتوجه القول بأن الصلاة في الحرم المحرم بمائة ألف صلاة؛ لأن الله تعالى سمى الحرم كله مسجدًا.