الغيبة
  شرعه الله تعالى من تعظيم الميت بالغسل والتكفين بكفن حسنة والتحنيط، ثم اجتماع المسلمين للصلاة عليه والدعاء له، ثم تشييع جنازته بخروج المسلمين في إثر جنازته، ثم الوقوف على قبره حتى يقبر. ولو كانت حرمة الميت وتعظيمه يموت بموته لما شرع الله تعالى ذلك.
  ٣ - خرج النبي ÷ من المدينة إلى أُحُد فصلى على شهداء أُحُد صلاته على الجنازة بعد ثمان سنوات من يوم قتلهم. روي ذلك في صحاح أهل الحديث. ففي ذلك دليل على ما قلنا من بقاء حرمتهم، ووجوب تعظيمهم، أو على الأقل ندبيته أو جوازه.
  ٤ - كان النبي ÷ يخرج الليل حتى يأتي مقبرة البقيع فيقف عليها، ويسلم على أهلها، ويدعو لهم. روى ذلك أهل الصحاح عن عائشة.
  ٥ - من المتسالم عليه بين المسلمين أنه لا يجوز امتهان قبور المسلمين بدوسها بالأقدام، والجلوس عليها، وقضاء الحاجة عليها، ووضع القاذورات فوقها، و ... إلخ.
  وقد رأيت المقابر في أوطان السلفية تسور بأسوار، وما ذلك إلا لصيانتها عن الامتهان ودوس الأقدام، و ... إلخ.
الغيبة
  الغيبة من الذنوب التي يتهاون بها الناس، وقد فشت وانتشرت في مجالس الرجال ومجالس النساء، والواقع أنها ذنب يكرهه الله ورسوله ÷، وقد أنزل الله تعالى في التحذير للمسلمين والمسلمات من الغيبة قرآناً يتلى إلى يوم القيامة.
  والغيبة من أخبث المعاصي وأقذرها، وقد صور الله تعالى الغيبة تصويراً يكشف عن قذارتها وخبثها فقال سبحانه وتعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}[الحجرات: ١٢]، فعلى المؤمن والمؤمنة أن يتباعد عن الغيبة، وينفر عنها كما ينفر عن أكل لحم المؤمن الميت.