[السر في كثرة الاختلاف في العبادات المتكررة كثيرا]
  ٣ - وصلاة النوافل على الراحلة تدل على التخفيف في النوافل، فيمكن الاستدلال بذلك على أنه يجوز في النوافل ما لا يجوز في الفرائض.
  - حديث المجموع يمكن أن يقال فيه: إنه كان قبل تحريم الكلام في الصلاة، ومثله حديث ذي اليدين.
  ٤ - وما زال حكم الأشهر الحرم باقياً لم ينسخ على الأرجح.
[السر في كثرة الاختلاف في العبادات المتكررة كثيراً]
  سؤال: ما هو السر في أن العبادة كلما كانت أكثر تكراراً وتطبيقاً كلما زاد الاختلاف فيها، والعبادات التي لا تقع إلا قليلاً يقل الاختلاف فيها، مثل: الصلاة أكثر وقوعاً وأكثر اختلافاً، ثم الصوم أقل وقوعاً وأقل في الاختلاف، ثم الحج، ثم الزكاة، ثم المواريث والبيوع وغيرها؛ فلماذا؟
  الجواب: السر وراء كثرة الخلاف في العبادات الأكثر تكرراً مثل الصلاة، وما قل تكراره يقل الخلاف فيه: هو أن التكرار في العبادة هو السبب الداعي إلى كثرة الخلاف فيها بحسب كثرة التكرار وقلته، وذلك من حيث أن كثرة التكرار يدعو إلى رواية تفاصيلها ونقل صفاتها وذكر ما سمعوا من الرسول ÷ وما رأوا من فعله، ولا شك أن كثرة تكرار النبي ÷ لفعل الصلاة بين ظهراني الصحابة سبب لكثرة النَّقَلَة لصفة صلاته ÷.
  ثم إن كثرة صلاة المصلين من بعد النبي ÷ مع الحاجة إلى معرفتها لكل مكلف سبب لكثرة الرواية لصفتها عن النبي ÷، وهذا مع ما يعلمه المسلمون من الأهمية الكبرى للصلاة، وأنها أكبر أعمال المسلمين بعد الإيمان وأفضلها، وأن التكليف بها عام مضيق لا رخصة فيه لأحد، لا لمسافر ولا لمريض ولا لمشغول، ولا حتى في حال المسايفة.
  فلكل ما ذكرنا توفرت الدواعي إلى نقل تفاصيلها، والحرص على رواية كل ما يتعلق بها من كل صغير وكبير، فروى كل واحد من الصحابة ما رأى وما سمع، مع أن المجال مفتوح أمام الصحابة للرواية من حيث طول صحبتهم