فوائد في المعاملات
  وقد جاء عن أمير المؤمنين # في هذا الباب قوله: (لا يمسي المؤمن ولا يصبح إلا ونفسه عند ظنون).
  المعنى أن المؤمن لا يزال دائماً متهماً لنفسه بالتقصير والغفلة والتفريط في طاعة الله، ومنها الإخلاص.
  سؤال: هل من الرياء أن يستر الإنسان على نفسه ما صدر منه من تفريط وغفلة وتقصير، و ... إلخ من غير أن يصدر منه ما يوهم عدم ذلك، والذي صدر منه هو الستر فقط؟
  وجواب ذلك: أن الستر على النفس ليس من الرياء بل هو أمر مندوب إليه ولو أدى ذلك إلى اعتقاد الناس فيه الصلاح، وقد جاء في الحث على الستر الكثير من القرآن والسنة؛ فإذا عرف الساتر على نفسه اعتقاد الناس فيه الصلاح فليشكر الله تعالى وليحمده على ستره عليه، وليقلع عن تقصيره وتفريطه، فإنه إن تمادى عن شكر الله وحمده ولم يقلع عن تفريطه وتقصيره فإن الله تعالى سيكشف عنه ستره، ويظهر للناس حقيقة أمره، قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ٧}[إبراهيم]، تضعف نوازع الرياء والميل إليه بدوام مجاهدته واستمرار مدافعته، وتقوى نوازعه بالغفلة عن مجاهدتها، فتضعف النوازع عند النبيين والمرسلين À وعند أولياء الله الصالحين بسبب قوة جهادهم لهوى أنفسهم.
  سؤال: ما هو الرأي الصحيح فيما يروى من فعل الصوفية في جهاد النفس وقهر هواها من أن الرجل منهم يعرض نفسه للتهمة كأن يجلس في حانوت خمار، أو ينتهب من السوق نهبة ويهرب أمام الناس فيطردونه ويضربونه ويأخذون منه ما نهبه؟ يفعل ذلك الصوفي ليقطع هوى نفسه في ثناء الناس وينقطع طمعه في مراءاتهم؟
  يقال في الجواب: ذلك لا ينبغي ولا يجوز:
  ١ - لأن الله تعالى حرم عرض المسلم وماله ودمه، فلا يجوز للمسلم أن