من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

نص كلام الهادي ~ في كتاب معاني السنة

صفحة 320 - الجزء 3

  وقوله في البحر: إنه يحرم حلقها للبدعة فيه نظر، وذلك: أن ترك المندوب لا يقال فيه إنه بدعة، وإلا لحرم ترك رواتب الصلاة ونحوها.

  نعم، من محاسن العادات في بعض البلدان حلق اللحية، وهذا هو الغالب على بلدان العالم الإسلامي، وفي بلادنا على عكس ذلك، فحلق اللحية عادة سيئة عندنا تدل على أن وراءها تساهلاً ونقصاً في المروءة، وقد ينافي ذلك العدالة؛ فلا تقبل شهادته كما ذكر العلماء فيمن يلبس من العلماء زي العسكر، أو من يلبس من العامة زي العلماء، فقالوا: إن ذلك يخل بالعدالة، لا لذات اللبس بل لما يدل عليه من نقص المروءة.

نص كلام الهادي ~ في كتاب معاني السنة

  .. فكل ما ذكرنا من ذلك من الحلال والحرام وشرائع الدين والأحكام - فهي من الله حقاً حقاً، وليس حالها كحال غيرها مما جعله رسول الله ÷ من نفسه، واختياره مما لم يجعل الله ولا رسوله على تاركه عقاباً، مثل ما سن من الوتر، وتقليم الأظفار، وحلق الشعر، والسواك، وتعفية اللحية، وأخذ الشارب، وغير ذلك مما سن وفعل واختار لنفسه من زيادة العبادة.

  ومثل ما كان يصلي ويلزم ويحث من ركعات كان يصليهن عند النازلات .... إلخ ما في صفحة ٢٠٧، ٢٠٨ من المجموعة الفاخرة المخطوطة.

[في السب واللعن]

  سؤال: عن السب واللعن، ثم جاء السائل بالحديث المروي: «ليس المؤمن بسباب ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء».

  الجواب: السب واللعن الذي لا يجوز هو ما استهدف الأبرياء والصالحين والمؤمنين، وكذلك ما كان كذباً وبهتاناً وباطلاً.

  أما تمييز المحق من المبطل والصادق من الكاذب والعاصي من المطيع، وتسمية كل بما يستحقه والحكم عليه بما حكم الله تبارك وتعالى في القرآن - فذلك مما توجبه فطرة العقل، وتحتمه حقيقة الإيمان.