باب سجود السهو
  وهكذا كل صلواته، أما النية فإنه يصلي كل صلاة لله وبدافع الخوف منه؟
  الجواب والله ولي التوفيق: أن الصلاة تلك تكون صحيحة إذا استوفت الشروط والفروض، ويخرج بفعلها من عهدة الأمر، إلا أن ثوابها ناقص بقدر ما نقص من الخشوع واستحضار ذكر الله، ولعله يكتب له ثواب عزيمته على المحافظة على الصلاة في أوقاتها، ونيته على المحافظة على الجماعة في المسجد وثواب المقدمات.
[التفكير والوسوسة في الصلاة]
  سؤال: هل التفكير والوسوسة في شؤون الدنيا في الصلاة مما ينقص الصلاة؟ وهل هي كاملة مع ذلك؟ وإذا كنا مفرطين ومقصرين فما هو الواجب علينا نحو صلاتنا؟
  الجواب والله الموفق: أن التفكير والوسوسة من طبائع الإنسان التي خلقه الله تعالى عليها، ومن هنا فلا يمكنه التخلص من هذه الطبيعة البشرية تماماً، والواجب على المصلي أن يجاهد الوسوسة والتفكير في شؤون الدنيا، وأن يهتم بالتفكير في معاني الصلاة أذكارها وأركانها، فقد جاء: «أنه ليس للإنسان من صلاته إلا ما حضره قلبه».
  ومدح الله تعالى أهل تلك الصفة التي ذكرنا فقال سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ٢}[المؤمنون]، فالصلاة التي اشتملت على الوسوسة وحديث النفس ناقصة، ونقصانها على حسب الوسوسة التي دخلت فيها.
  ومعنى النقصان هنا: هو نقصان ثوابها، فينقص من ثوابها على حسب ما فيها من الوسوسة قلة وكثرة، فالصلاة التي تكون كما ذكرنا غير كاملة، ومع ذلك فهي صلاة صحيحة إذا استكملت الشروط والفروض والأركان، ومعنى الصحة: أنها مجزية لصاحبها لا يلزمه إعادتها ولا قضاؤها، وأنه بفعلها قد سقط