[العظة من الزلازل]
  ولو جوزنا أن الله تعالى يعطي ذلك أهل الضلال - لم يعرف النبي من غيره؛ لجواز أن يجري الله تعالى المعجزة على الضال ليجعل ذلك فتنة واختباراً، فتستد الطريق إلى معرفة الأنبياء وتمييزهم عن غيرهم ممن يدعي النبوة.
[العظة من الزلازل]
  وقع زلزال كبير في دولة (هايتي) - وهي دولة صغيرة من دول أمريكا الجنوبية معروفة بالفقر - في شهر يناير ٢٠١٠ م وما زالت فرق الإنقاذ تستخرج جثث القتلى من بين الأنقاض، وقد أعلن عن دفن أكثر من سبعين ألف جثة، ومن المتوقع حسب ما يقال في الإعلام أن يبلغ القتلى أكثر من مائتي ألف، وتوقع بعضهم أن يكون القتلى نصف مليون.
  وفي هذا الحدث العظيم آية وعبرة للبشر، توقظهم من غفلتهم، وتنبههم من رقدتهم؛ فكأنها تقول لهم: انتبهوا أو تيقظوا، وإن كنتم في جهل أو نسيان فاعلموا أن وراء هذا الحدث العظيم الذي دك تلك المدينة ودمدمها في ثوان قوة الله التي لا يعجزها شيء؛ فاتقوا أن يحل بكم مثل ما حل بهذه المدينة، وانظروا ما هي الأسباب التي تسببت في تلك الكارثة فتجنبوها حتى لا تقعوا في مثل ذلك.
  يبدو لي أن هذه العبرة العظيمة ستمر من غير أي تأثير في سكان العالم، وهكذا جرت عادة أهل الكفر قديماً لا ينتفعون بعبرة ولا تلين قلوبهم لآية.
  وقبل هذه العبرة حدث أن طغى الماء على ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية ودمرها وأغرق أهلها.
  وقبل ذلك ما حدث من الزلزال العظيم في المحيط الهندي مما أدى إلى تدفق مياهه على سواحله الشمالية فغرقت بذلك عدة مدن ساحلية ودمرت بذلك تماماً وغرق أهلها؛ فهذه الحوادث الثلاثة وقعت في فترات متقاربة، والحكمة من ورائها:
  ١ - ما فيها من العبرة والتذكير.
  ٢ - عذاب وعقوبة للمتمردين على الله بالكفر والفسوق والعصيان.