من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الكرامات

صفحة 366 - الجزء 3

  ١ - معصية الله تعالى؛ فإنها سبب للدخول في الفتنة، قال تعالى في أصحاب السبت: {كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ١٦٣}⁣[الأعراف]، وقال تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ١٠}⁣[الروم].

  ٢ - أن يكون في القلب أَنَفَةٌ أو حمية أو عصبية أو كبر لم يظهر لها أثر على سلوك صاحبها ومعاملاته، ولم يتعرض صاحبها لما يثير ذلك ويخرجه من قلبه، فإذا ابتلاه الله تعالى بما يثير ذلك ويظهره افتتن، وذلك مثل فتنة إبليس لعنه الله تعالى.

الكرامات

  - هي حوادث يحدثها الله تعالى لأوليائه الصالحين، تدل على رضاه عنهم، وكرامتهم عليه، وأنهم أهل الحق.

  من ذلك: ما نجده من الروائح الكريمة على قبور أئمة أهل البيت $، وهذه الكرامة واضحة يجدها زوار قبورهم.

  - وهذه الروائح الزكية لا توجد على قبور غيرهم، وفي ذلك دلالة على أن لهم عند الله منزلة ليست لغيرهم، وأنهم أهل الحق.

  - وقد سمعت عن بعضهم أن الله تعالى قد يعطي الكرامات بعض أهل الضلال ليكون ذلك فتنة واختباراً.

  وأقول: إن هذا القول غير صحيح، وكبير ظني أن الذي أحوجه إلى هذا القول أنه وجد الكرامات تحدث لأهل البيت $ فلم يدر كيف يفسر ذلك إلا بأن يقول هذا القول.

  والصحيح المتقرر عند المسلمين أن الكرامات لا تكون إلا للصالحين، ولا يجوز أن يجريها الله تعالى لأهل الضلال، وذلك لأنها جارية مجرى معجزات الأنبياء، ولا فرق بينها وبين المعجزات إلا أن المعجزة تأتي عقيب دعوى النبوة، بخلاف الكرامة فلا يتقدمها دعوى.