من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الورع

صفحة 370 - الجزء 3

[من كلام أمير المؤمنين #]

  عن أمير المؤمنين: (جُمِع الخير في ثلاث خصال: النظر والسكوت والكلام؛ فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة، فطوبى لمن كان نظره عبراً، وسكوته فكراً، وكلامه ذكراً، وبكى على خطيئته، وأمن الناس شره). انتهى.

  روي عن علي #:

  (ما من آية قرآنية إلا ولها ظاهر وباطن وحد ومطلع؛ فالظاهر التلاوة، والباطن الفهم، والحد حلالها وحرامها، والمطلع إشراف القلب على المراد به فقهاً عن الله ø). انتهى من كتاب جعفر الصادق.

  قلت: المعنى أن الآية القرآنية لها أربعة وجوه:

  ١ - التلاوة المجردة عن تفهم المعنى وفهمه، وهي عبادة تعبد الله بها عباده.

  ٢ - فهم المعنى المقصود على الجملة، وهذا فضيلة زائدة يثاب عليها المكلف.

  ٣ - استنباط الأحكام الشرعية، وهذا لا يدركه إلا أهل الرسوخ في العلم.

  وهذا قد تضمن الوجهين الأخيرين.

[حكم من كتاب الاعتبار]

  حكي أن في التوراة:

  - إن الغنى في القناعة.

  - وإن السلامة في العزلة.

  - وإن الحرية في رفض الشهوات.

  - وإن المحبة في ترك الرغبة. انتهى من الاعتبار.

الورع

  الورع على أربع مراتب:

  ١ - مجانبة ما يوجب الفسق من فعل أو ترك، وهذا ورع المسلمين.