[فتح أبواب السماء في رمضان]
  وقال ابن كثير ما لفظه: وهذا القول هو الذي حكاه الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري عن أهل السنة والجماعة، وهو الذي نصره الحافظ أبوبكر البيهقي في كتاب الاعتقاد، وكذلك غيره من محققي العلماء والحفاظ. انتهى.
  وبعض الأحاديث دل على أنهم خدم الجنة.
  قلت: الصحيح أن أطفال المشركين الذين ماتوا قبل التكليف من أهل الجنة؛ لقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[فاطر: ١٨]، فلا يعذبون بذنوب آبائهم، ولقوله ÷: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه»، ولقوله ÷: «رفع القلم عن ثلاثة ...».
  وأما أنهم يمتحنون في العرصات فمن أطاع دخل الجنة ومن عصى دخل النار، فقد ارتفع التكليف هناك.
[فتح أبواب السماء في رمضان]
  في البخاري: «إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين»(١).
  قلت: هذا الحديث مشهور.
  وقوله: «فتحت أبواب السماء» كناية عن قبول الطاعات وإجابة الدعاء، وزيادة الألطاف، وتضعيف الحسنات، ونشر الرحمة، و ... إلى آخر ما يعطيه الله تعالى عباده المؤمنين في شهر رمضان من خير الدنيا والآخرة.
  وقوله: «وغلقت أبواب جهنم» كناية عما يحصل في شهر رمضان من احتراز المؤمنين عن فعل المعاصي، وتنزههم عن مقاربة القبائح، مع توفرهم على العبادة، وإقبالهم على الذكر، وكل ذلك سبب لنجاتهم من النار.
  وقوله: «وسلسلت الشياطين» كناية أيضاً، والمراد - والله أعلم - أن
(١) ليست أحاديث البخاري ومسلم كلها صحيحة كما يقوله أهل السنة، وليست كلها غير صحيحة، بل فيها ما هو صحيح وفيها ما هو غير صحيح. [من المؤلف].