من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[قصة مناشدة نساء النبي ÷ له العدل في عائشة]

صفحة 391 - الجزء 3

  نعم، قد قيل: إن آخر الحديث من كلام أبي هريرة، وليس هو من كلام النبي ÷، وما كان ينبغي أن يقول ذلك؛ لأن العاقل لا يتمنى ولا يحب زوال ما هو فيه من النعمة، ولأن الرق والعبودية عقاب وجزاء حكم الله به على الكافرين.

[حديث: فإن الله خلق آدم على صورته]

  في فتح الباري شرح البخاري: وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد وأحمد عن أبي هريرة مرفوعاً: «لا تقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك؛ فإن الله خلق آدم على صورته».

  وفي مسلم: «فإن الله خلق آدم على صورته».

  وفي البخاري في باب الاستئذان: «خلق الله آدم على صورته».

  وذكر في فتح الباري مصادر كثيرة لهذه الرواية عن ابن عمر وأبي هريرة.

  قلت: ينبغي تأويل هذه الرواية إن أمكن، وإلا وجب ردها وطرحها، وذلك:

  ١ - لما ثبت بالاتفاق من وجوب نفي التشبيه عن الله تعالى.

  ٢ - ولقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى: ١١].

  ٣ - وقوله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ}⁣[النحل: ١٧].

  ٤ - وقوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ٦٥}⁣[مريم].

  ٥ - وقوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}⁣[الإخلاص].

[قصة مناشدة نساء النبي ÷ له العدل في عائشة]

  في البخاري عن عائشة: كان الناس يتحرون بهداياهم يومي، وقالت أم سلمة: إن صواحبي اجتمعن فذكرت له فأعرض عنها.

  ثم روى البخاري الحديث بصورة مفصلة عن عائشة، وفيه: أن نساء النبي ÷ أرسلن إليه أم سلمة مرتين، فلم يقل لها شيئاً، ثم أرسلن فاطمة فقالت: إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر؛ فقال لها ÷: «لا تؤذيني في عائشة»، ثم أرسلن زينب بنت جحش فقالت: إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي قحافة ... إلخ.