[قصة مناشدة نساء النبي ÷ له العدل في عائشة]
  نعم، قد قيل: إن آخر الحديث من كلام أبي هريرة، وليس هو من كلام النبي ÷، وما كان ينبغي أن يقول ذلك؛ لأن العاقل لا يتمنى ولا يحب زوال ما هو فيه من النعمة، ولأن الرق والعبودية عقاب وجزاء حكم الله به على الكافرين.
[حديث: فإن الله خلق آدم على صورته]
  في فتح الباري شرح البخاري: وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد وأحمد عن أبي هريرة مرفوعاً: «لا تقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك؛ فإن الله خلق آدم على صورته».
  وفي مسلم: «فإن الله خلق آدم على صورته».
  وفي البخاري في باب الاستئذان: «خلق الله آدم على صورته».
  وذكر في فتح الباري مصادر كثيرة لهذه الرواية عن ابن عمر وأبي هريرة.
  قلت: ينبغي تأويل هذه الرواية إن أمكن، وإلا وجب ردها وطرحها، وذلك:
  ١ - لما ثبت بالاتفاق من وجوب نفي التشبيه عن الله تعالى.
  ٢ - ولقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١].
  ٣ - وقوله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ}[النحل: ١٧].
  ٤ - وقوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ٦٥}[مريم].
  ٥ - وقوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}[الإخلاص].
[قصة مناشدة نساء النبي ÷ له العدل في عائشة]
  في البخاري عن عائشة: كان الناس يتحرون بهداياهم يومي، وقالت أم سلمة: إن صواحبي اجتمعن فذكرت له فأعرض عنها.
  ثم روى البخاري الحديث بصورة مفصلة عن عائشة، وفيه: أن نساء النبي ÷ أرسلن إليه أم سلمة مرتين، فلم يقل لها شيئاً، ثم أرسلن فاطمة فقالت: إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر؛ فقال لها ÷: «لا تؤذيني في عائشة»، ثم أرسلن زينب بنت جحش فقالت: إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي قحافة ... إلخ.