[حديث من اقتطع شبرا]
  قلت: في ظني أن هذه الروايات الثانية والثالثة غير صحيحة عن النبي ÷، وذلك:
  ١ - لأن الله تعالى منع الكعبة من أصحاب الفيل حين أرادوا هدم الكعبة فأخذهم أخذ عزيز مقتدر، فجعلهم كعصف مأكول، وحينئذ ففي الروايات المذكورة شيء من التنافي مع القرآن.
  ٢ - قال تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ٢٥}[الحج].
  أما الحديث الأول فلا بُعد في صحته.
[حديث من اقتطع شبراً]
  في مسلم حديث: «من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين»، وفي رواية: «طُوِّقه في سبع أرضين يوم القيامة».
  قلت: كأن المعنى والله أعلم مثل المعنى في قوله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ ....}[الإسراء: ١٣]، والمعنى أن السيئة التي يعملها المكلف تلزم صاحبها وتلتصق به ولا تنفك عنه، وتكون فيه كالطوق على العنق.
  فمن اغتصب شبراً من الأرض التصقت به جريمة هذا الاغتصاب ولزمته وصارت فيه كالطوق على العنق، لا تنفك عنه لا في الدنيا ولا يوم الحساب حتى يلقى جزاء ذلك في جهنم.
  فإن قيل: ما معنى: «من سبع أرضين، أو: في سبع أرضين»؟
  قلت: المعنى –والله أعلم - أن الذي يغتصب شبراً من الأرض اغتصب ما تحت الشبر من الأرض من تخوم الأرض وهي كما يقال سبع أرضين، بعضها فوق بعض، فهو مغتصب لكل ذلك، فيلحقه جزاء اغتصاب الشبر من كل أرض وهي سبع.
[مناقشة حديث البخاري في مس الشيطان للمولود]
  في البخاري حديث أبي هريرة: ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها ... الخ.