من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[مناقشة حديث: إن يؤخر هذا فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة]

صفحة 401 - الجزء 3

  قلت: الشيطان مسلط على إغواء بني آدم وصدهم عن الدين وإيقاعهم في المآثم والجرائم، والأطفال ليسوا من أهل الغواية، ولا سلطان له على إيلام الصغار ولا الكبار بالضرب والوخز ونحو ذلك.

  وبعد، فلا مزية لمريم وابنها @ على غيرهما من الصالحين، وقد قال تعالى في يحيى بن زكريا @: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ١٥}⁣[مريم]؛ فإن الآية تفيد أن يحيى # محوط بالسلام والسلامة يوم ولادته، وذلك يقتضي انه محفوظ من الشيطان الرجيم.

  وبعد، فلا تأثير لمس الشيطان للمولود ساعة ولادته في الغواية وإلا لكان جميع بني آدم غاوين الأنبياء وغيرهم.

[مناقشة حديث: إن يؤخر هذا فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة]

  في مسلم عن أنس قال: مر غلام للمغيرة بن شعبة - وكان من أقراني - فقال النبي ÷: «إن يؤخر هذا فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة»، وقد أورده مسلم بعدة طرق عن أنس.

  قلت: لا ينبغي أن يكون الحديث صحيحاً، وإن رواه مسلم في الصحيح؛ لذلك:

  ١ - فلا ينبغي الجمود على تقليد أئمة الحديث في التصحيح والتضعيف.

  ٢ - أنهم - أي أئمة الحديث - ليسوا أهلاً للتقليد في كل ما قالوه لوضوح خطئهم في كثير مما صححوه.

  ٣ - من هنا يتبين غلو أهل السنة والجماعة في قولهم في الصحيحين: إنهما أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، ويظهر أن قولهم هذا صادر إما عن عصبية حمقاء أو عن جهل كبير.

  ٤ - يتبين من هنا فساد الدعاية والترويج لأئمة الحديث أنهم قد بلغوا الغاية والنهاية في التحقيق والتدقيق والبحث والتفتيش والدراسة في علوم الحديث وتمييز أنواعه ومراتبه و ... إلخ، بل إن عملهم ذلك يعد - لو كانوا يفقهون - بداية تحتاج إلى مواصلة وتعقيب وتطوير وتنقيح