من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[مناقشة لحديث البخاري حول عمر أبي بكر]

صفحة 408 - الجزء 3

[فائدة من البخاري تدل على أن الغسل شيء غير إمساس البشرة الماء]

  في البخاري: (... ثم أخذ غرفة من ماء فرش على رجله اليمنى حتى غسلها)، يؤخذ من الحديث: أن الغسل شيء آخر غير إمساس البشرة الماء.

[مناقشة لحديث البخاري حول عمر أبي بكر]

  في البخاري: «أقبل نبي الله ÷ إلى المدينة، وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ يُعْرَف، ونبي الله ÷ شابٌ لا يُعْرَف ... إلخ».

  قلنا: قد حصل الاتفاق تقريباً أن النبي ÷ مات وعمره ثلاث وستون سنة، وكذلك مات أبو بكر وعمره ثلاث وستون سنة، وحينئذ فقد كان رسول الله ÷ أكبر في السن من أبي بكر بأكثر من سنتين؛ لذلك فلا يصح أن يكون أبو بكر يوم الهجرة شيخاً والنبي ÷ شاباً؛ لصغر سن أبي بكر في ذلك الوقت عن سن النبي ÷.

  أما أن أبا بكر كان يعرف والنبي ÷ لا يعرف - فمما يستبعد في العادة، وذلك أن النبي ÷ كان محط الأنظار، وإليه يشار بالبنان قبل النبوة، ثم زاد شأنه وعلا صيته بعد النبوة، وكانت الأبصار إلى معرفته شاخصة، والدواعي إلى رؤيته متوفرة، أضف إلى تلك الشهرة أنه ÷ كان يعرض نفسه على قبائل العرب في مواسم الحج وغيرها عاماً بعد عام، مما يزيد في معرفة شخصه، وهذا بالإضافة إلى ما ألبسه الله من الهيبة والجلالة والجمال حتى قال واصفه: لم أر قبله ولا بعده مثله ÷.

  وليس هناك شيء من أسباب الشهرة لأبي بكر، فليس من مشائخ قريش، ولا من أشرافهم، ولا من ذوي العزة فيهم، وليس له فيهم شأن ولا ذكر.

  فإن قيل: إن أبا بكر كان ذا تجارة كبيرة أكسبته الشهرة والمعرفة في قبائل العرب.

  قلنا: لم يكن أبو بكر كذلك؛ بدليل ما رواه البخاري أن أبا بكر استأجر أو اشترى راحلتين للهجرة: راحلة للنبي ÷، وراحلة لأبي بكر، فأخذ النبي