من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

في الصحابة

صفحة 409 - الجزء 3

  إحداهما من أبي بكر بالثمن، وأخذ أبو بكر الأخرى، ولو كان أبو بكر تاجراً لاحتاج إلى عدة رواحل لنقل تجارته، ولما أحتاج إلى شراء راحلتين أو استئجارهما، ولكان له عدة أفراس أو على الأقل فرس واحد؛ لأن ذوي اليسار كانوا لا يتركون اقتناءها، ولكان له أيضاً قطيع من الإبل؛ لأن الإبل كانت أحب الأموال إلى أهل تلك الفترات، وكانوا لا يفرطون في اقتنائها لما فيها من المنافع والْجَمَال، بل كانت عندهم أكبر مصادر الغذاء، فكان أكثر طعامهم الحليب، فلما لم يكن شيء من ذلك عرفنا أن أبا بكر لم يكن غنياً ولا تاجراً.

  وبعد، فقد وصف الله المهاجرين بالفقر في آيات من القرآن، وذلك يدل على عموم فقرهم، كقوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ ...}⁣[الحشر: ٨].

  وقد مدح الله الأنصار بإيثارهم المهاجرين، واشتهر أن الأنصار أعطوا المهاجرين نخيلهم يقومون على إصلاحها ولهم الشطر.

  واشتهر أيضاً أن أبا بكر حين تولى الخلافة فرض له نفقة من بيت المال.

في الصحابة

  في البخاري: بلغ عمر أن فلاناً باع خمراً فقال: قاتل الله فلاناً ألم يعلم أن رسول الله ÷ قال: «قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها وباعوها» قال أبو عبدالله البخاري: قاتلهم الله: لعنهم.

  وفي مسلم وابن ماجه: أن سمرة باع خمراً فقال: قاتل الله سمرة ... إلخ. من فتح الباري.

  قلت: يؤخذ من ذلك أن الصحابة كغيرهم، فإذا فعل أحدهم ما يوجب اللعن فإنه يُلْعَن.

  وكان سمرة بن جندب من الصحابة، وكان والياً على البصرة لزياد بن أبيه، ثم لعبيدالله بن زياد.