شخصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #
  بعد الضربة إلا ثلاثة أيام ثم لحق بربه الكريم رحمة الله عليه وبركاته وسلامه.
  ومما يؤكد قوة شخصيته: قوة سلطانه في مدة خلافته مع كثرة أعدائه داخل العراق وخارجه، فأحكم السيطرة في خلافته على العراق وما وراءها من بلاد فارس، وعلى مكة والمدينة واليمن وسائر جزيرة العرب، وعلى مصر وما إليها من بلاد السودان وغيرها، ولم يكن بيد معاوية إلا الشام.
  ولو واجه غيره # مثل ما واجه في ولايته لانهارت ولايته، وتهاوت عروش مملكته ما بين عشية وضحاها.
  ومن استقرأ تأريخ خلافته والظروف الملابسة لها حق الاستقراء عرف صحة ما ذكرنا.
  ويؤيد ما ذكرنا: الإمام الحسن بن علي @ لما بويع له بالخلافة بعد أبيه لم يستقم له الأمر، ولا قامت له الولاية، وتفلتت عليه البلدان، وتناثرت أنصاره، وتشتت عليه أمره، وكاد معاوية بن أبي سفيان أن يقبضه هو وأصحابه قبض اليد؛ فتلافى ذلك # بصلح عقده مع معاوية.
  فإن ذلك يدل على ثقل شخصية علي # وقوتها وحنكتها السياسية وأثرها الكبير وعظمتها المهيبة.
  ولم نقل ذلك إزراءً على سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول هذه الأمة ÷، وخامس أصحاب الكساء، وابن فاطمة الزهراء، وسليل سيد الوصيين، وفرع محمد خاتم النبيين ÷ الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب فهو وأخوه الحسين @ سيدا شباب أهل الجنة وريحانتا رسول هذه الأمة والثقل الأصغر، وإلى آخر ما لهما من الفضائل على لسان جدهما المصطفى ÷، وقد بين رسول الله ÷ مزية أبيهما عليهما، فلم نقل ذلك من تلقاء أنفسنا، وذلك في حديث: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما».