[في العلم الذي اختص به أمير المؤمنين #]
[في العلم الذي اختص به أمير المؤمنين #]
  روي عن علي # كما في نهج البلاغة ما معناه: (لو شئت لأخبرت كل واحد منكم بمخرجه ومولجه و ... الخ)، خاطب # بهذا أهل الكوفة.
  جرت في هذا مذاكرة مع بعض الطلبة، وكأنه استبعد أن تحيط حافظة علي # بأسماء رجال أهل الكوفة بأحوالهم وتقلباتهم وعاقبة أمرهم رجلاً رجلاً، مع ما روي عنه # من أنه كان على علم بحوادث الدهر وفتنه إلى يوم القيامة، ومع ما كان # يحمله من العلم بأحكام الإسلام وشرائعه وبكل ما جاء عن النبي ÷ من العلم.
  ثم قال ذلك الطالب: من الممكن أن يكون الرسول ÷ عَلَّم علياً # قواعد، تحت كل قاعدة كمٌ كبير من المعلومات الغيبية، واستدل لذلك بما روي عن علي # أنه قال ما معناه: (إن رسول الله ÷ علمني ألف باب، كل باب يفتح ألف باب).
  فقلت: لا استبعاد في ذلك مع ما حظي به علي # من عناية الله تعالى به وعناية رسوله ÷، وقد صح في قوله تعالى: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ١٢}[الحاقة] أن النبي ÷ قال: «دعوت الله أن يجعلها أذنك يا علي».
  وقد روي أن علياً # كان لا ينام حتى يعلم ما نزل في ذلك اليوم.
  وروي أنه كان # يكثر من السؤال للنبي ÷، وإذا سكت فاتحه النبي ÷.
  وروي أن النبي ÷ كان يكثر مناجاته #.
  وقال علي #: (إن ربي وهب لي لساناً سؤولاً، وقلباً عقولاً ...)، وكان يقول: (آهٍ آهٍ إن هاهنا لعلماً جماً لو وجدت له حملة ...)، وقد لازم علي النبي ÷ منذ بعثه الله إلى أن توفاه الله وذلك ثلاث وعشرون سنة، وقد كان علي # لا يكاد يفارق الرسول ÷ لا ليلاً ولا نهاراً، إلا في أوقات الخلوة.