من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[كيف سيتعامل الإمام المهدي # مع أهل المذاهب الإسلامية]

صفحة 434 - الجزء 3

  على حسب ما هي عليه اليوم، وهذا مع علمنا واعتقادنا أن الله على كل شيء قدير، وذلك لأن الله تعالى بنى أمور الدنيا ورتبها على الأسباب لذلك أقول: في كبير ظني أن الله تعالى سيمهد لدولة المهدي قبل قيامها، وذلك بأن يسلط الجبابرة بعضهم على بعض إلى أن تدمر أسلحتهم الفتاكة، وتضعف قواهم العسكرية والمادية، ويبالغ فيهم القتل والفناء، وتتهاوى عروشهم.

  ينزل الله تعالى بهم ذلك جزاءً على كفرانهم لنعم الله، وتمردهم عليه، وطغيانهم في الأرض، وكثرة فسادهم فيها، ومحاربتهم لدين الله وأوليائه.

  وأرى أن أوائل هذا التسليط قد بدأ في العراق، وأتوقع أنه يستمر وينتشر حتى يتفانى الجبابرة والأشرار وتتهاوى عروشهم.

  وأعظم جبار على وجه الأرض منغمس إلى أذنيه في حرب العراق وهو أمريكا فقد دخلت أمريكا الحرب منذ عدة سنوات ولم تنجح فيها، ولم تستطع السيطرة على الوضع العام هناك بل إنها مع ذلك تريد التخلص من الحرب فلم تستطع ذلك، وأرى أنها لن تستطيع الخروج من أوحال حرب العراق حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

  - في حديث مروي عن النبي ÷ يذكر فيه أن القتل سيكثر في آخر الزمان.

  وفي حديث آخر يقوله النبي ÷ لأصحابه يذكر فيه أن الأمم في آخر الزمان ستتداعى عليكم.

  وفعلاً فقد وقع مصداق ذلك في العراق وأفغانستان، وقد بدأ كثرة القتل في العراق منذ خمس سنوات تقريباً حيث بلغ عدد القتلى في هذه المدة أكثر من مليون قتيل.

  - في حديث مروي عن النبي ÷ أنه قال: «بعثت بين جاهليتين أخراهما شر من أولاهما» هذا لفظ الحديث أو معناه، ونحن الآن نعاصر ونشاهد الجاهلية الأخرى التي وصفت في الحديث بأنها شر من الجاهلية الأولى.