[ذكر المجددين]
[ذكر المجددين]
  ﷽ وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين:
  في الحديث: «إن الله سيبعث في كل مائة سنة لأمتي من يجدد لها دينها» هذا معنى الحديث، وهو حديث متسالم على صحته بين الزيدية وبين أهل السنة:
  - فالزيدية يعدون المجددين واحداً واحداً في كل مائة سنة، وأهل السنة كذلك.
  - وعلى كل حال فما زال مذهب الزيدية إلى اليوم جديداً على هيئته في عهد علي بن أبي طالب، وما زال مذهب أهل السنة والجماعة جديداً كهيئته على عهد معاوية بن أبي سفيان.
  - الباطل يتجدد بنفسه، ولا يحتاج إلى من يبعث لتجديده؛ وذلك لميل النفوس إليه ورغبتها فيه، هذه هي طبيعة الباطل.
  - والحق بخلاف الباطل فإنه يحتاج إلى من يجدده ويحييه وإلا ذهب واضمحل؛ وذلك لنفرة النفوس بطبعها عنه، وكراهتها له، وهذه هي طبيعة الحق.
  - حظي مذهب أهل السنة والجماعة منذ يومه الأول بدعم ملوك بني أمية، ثم بدعم ملوك بني العباس، ثم بدعم الدول المتعاقبة على طول التأريخ إلى اليوم، وهو المذهب الرسمي لسلاطين البلاد الإسلامية في جميع الأحقاب التاريخية.
  - أما مذهب أهل البيت (الزيدية) فإنه منذ قتل علي بن أبي طالب # ضعف حتى لم يبق له وجود على الساحة تقريباً، وغلب على الساحة كلها مذهب أهل السنة والجماعة، ومضت على ذلك السنون والبلاد الإسلامية لا تعرف إلا مذهب أهل السنة والجماعة الذي كان يرعاه معاوية أشد الرعاية، ويمهد له في البلاد بما قدر عليه من القتل والبطش والفتك، ثم رعاه بعده يزيد بن معاوية، ثم مروان بن الحكم، ثم عبدالملك بن مروان، ثم الوليد بن عبدالملك، ثم سليمان بن عبدالملك، ثم هشام بن عبدالملك.