من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[في ذكر المجددين في عصرنا]

صفحة 437 - الجزء 3

  وفي عهد هشام هذا انبعث لتجديد مذهب علي ومذهب أهل البيت زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فدعا الناس إلى إحياء الحق الذي أماته جبابرة بني أمية وإماتة الباطل الذي أحيوه، وإقامة الحق والقرآن، فأيقظ زيد الناس بدعوته هذه، ولفت بأبصارهم إلى الحق الذي تركوه، وجالد بسيفه في سبيل هذه الدعوة حتى قتل شهيداً رحمة الله عليه، وواصل ابنه يحيي السير في ذلك السبيل الذي سلكه والده حتى قتل شهيداً رحمة الله عليه.

  - وقد كانت ملوك بني أمية وأتباعها من أهل السنة والجماعة يظنون أنهم قد قضوا على مذهب علي بن أبي طالب وأهل البيت، فأحيا زيد وابنه @ المذهب الحق الذي كان عليه الخليفة الراشد علي بن أبي طالب #.

  - وبعد مقتلهما رضوان الله عليهما، شمرت أمية وأنصارها من أهل السنة والجماعة لاستئصال ذلك المذهب إلى أن انتهت خلافتهم في عهد آخر ملوكهم مروان بن محمد بن مروان بن الحكم.

  - ثم جاءت خلافة بني العباس فكانوا أظلم من بني أمية وأطغى، وسمي خليفتهم الأول بالسفاح لكثرة ما سفح من الدماء، وفي أيام خليفتهم الثاني انبعث لتجديد المذهب محمد بن عبدالله النفس الزكية حتى قتل شهيداً في المعركة، وواصل أخوه إبراهيم الدعوة حتى قتل في سبيلها شهيداً، وهكذا كان دعاة أهل البيت في كل فترة، وما زالوا كذلك إلى فترة قريبة.

[في ذكر المجددين في عصرنا]

  في الحديث ما معناه: «إن الله تعالى يبعث على رأس كل مائة سنة في هذه الأمة من يجدد لها دينها ....» وهو حديث متلقىً بالقبول عند الزيدية وأهل السنة⁣(⁣١).


(١) قال الإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # في التحف شرح الزلف: قال صاحب الشريعة ~ وآله وسلامه: «يبعث الله لهذه الأمة على كل مائة سنة من يجدد لها دينها»، بهذا اللفظ رواه الأمير الحسين # وغيره. وفي بعض الروايات: «إن الله يمن على أهل دينه في رأس كل مائة سنة برجل من أهل بيتي يبين لهم أمر دينهم» وهذا الحديث مما نقلته الأمة واحتجت به، وأخرجه بمعناه أبو داود، والطبراني بسند صحيح، والحاكم في المستدرك.