[الفترة بين ابني الهادي $ وبين الإمام أحمد بن سليمان]
[الفترة بين ابني الهادي $ وبين الإمام أحمد بن سليمان]
  الليلة الثامنة من ليالي شهر رمضان ١٤٣٤ هـ
  ﷽ وبه نستعين على أمور الدنيا والدين.
  يظهر أن الفترة الواقعة بين ابني الهادي محمد وأحمد وبين الإمام أحمد بن سليمان # كانت فترة ركود لم نر للمحابر والأقلام فيها أثراً، ولم يظهر السبب في ذلك، وهذا بالنسبة لزيدية اليمن.
  وقد كانت وفاة الإمام الناصر بن الهادي سنة ٣٢٢ هـ، وكان ظهور دعوة الإمام أحمد بن سليمان في سنة ٥٣٢ هـ.
  ولم يظهر في تلك الفترة إلا الإمام القاسم العياني، جاء به أهل اليمن من بلاد خثعم، إلا أن أيامه كانت قصيرة مع ما لاقاه من الخلاف والصراع من بعض أعوانه وخلفه بعد وفاته ولده الإمام الحسين بن القاسم إلا أنه لم يكن لولايته استقرار فأيامه كانت أيام حرب لا يسمع فيها إلا صهيل الخيول وصلصلة السيوف وجيوش الحتوف، وأخيراً قتل شهيداً على أبواب ريدة.
  وبسبب ذلك الركود الفكري الطويل لدى أتباع المذهب الزيدي الذي نام أكثر من مائتي عام ولدت المطرفية، وشب مذهبها وانتشر، وولدت فرقة الحسينية وانتشر مذهبها، وازدهر مذهب الإسماعيلية وكثر أتباعه، وصار له دولة وصولة، وكل ذلك بسبب الركود الذي حصل للمذهب الزيدي خلال مائتي عام تقريباً حيث غاب في تلك الفترة العلماء الأئمة والمؤلفون ودرسة العلم ومدارسه من الساحة في بلاد الزيدية.
  ولم تقم للفكر قائمة إلا في عهد الإمام أحمد بن سليمان # وبعده، فإنه انتعش المذهب الزيدي، وقامت قائمته بعلم الإمام أحمد بن سليمان # وبسيفه، فبين بعلمه الشوائب التي دخلت في المذهب، وسل سيفه ضد أعداء المذهب، وجاء القاضي جعفر بن أحمد بن عبدالسلام الأبناوي وكتب في المذهب وأعلنه ودعا إليه، وحارب بقلمه الدخلاء في المذهب.