من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[الفترة بين ابني الهادي $ وبين الإمام أحمد بن سليمان]

صفحة 458 - الجزء 3

  وتخرج على يديه علماء كبار نعش الله بهم الدين، وأحيا بهم ما مات، واسترجع بهم ما فات، وكان من أعيانهم شمس الدين وبدر الدين أحمد بن يحيى ومحمد بن يحيى وحمزة بن سليمان، والد الإمام عبدالله بن حمزة، والشيخ الحسن الرصاص، ومن آل أبي النجم والقرشي وغيرهم كثير لا تحضرني أسماؤهم غطوا بلاد الزيدية بعلمهم، ونعشوها بجدهم واجتهادهم، ووقفوا في وجه المطرفية وفي وجوه الإسماعيلية ووجوه الحسينية ووجوه المجسمة والمجبرة، وكان لهم الأثر الواضح، وأنجح الله مساعيهم، وبارك في جهودهم.

  وجاء على أثرهم الإمام عبدالله بن حمزة # فجرف بعلمه وسيفه ما بقي من آثارهم، واستأصل ما بقي من عروقهم، ولم يبق لهم أثر في بلاد الزيدية وكثر العلماء وكثر نتاجهم الفكري، وامتلأت بهم الساحات في بلاد الزيدية ولم يبق لأهل تلك المذاهب الباطلة أي وجود على الساحة، ومن بقي منهم على مطرفيته أو إسماعيليته أو ... فدينه حبيس صدره لا يجسر على إظهاره.

  ومنذ ذلك الحين إلى قيام ثورة سبتمبر ما زال المذهب حياً في بلاد الزيدية مستولياً على جميع ساحاتها.

  وحين قامت الثورة ١٩٦٢ م ١٣٨٢ هجرية ابتلي المذهب وحملته بحرب قاسية قتل فيها الكثير من حملة العلم، وهدمت مدارس العلم، وأقصي من بقي من العلماء وحوصروا، ووجهت إليهم ضغوط تمنعهم من نشر العلم وتعليمه.

  ووجهت للمذهب حروب معنوية، منها فتح الساحة للمذهب المخالف، وتشجيع الناس للدخول فيه، وفتح مدارس لهم، وطبع كتبهم ونشرها، ومنع طبع كتب الزيدية ومنع نشرها، وإغراء أتباع الزيدية وأبناء العلماء بالدخول في المدارس والجامعات، ومواصلة الدراسة العليا في الخارج، وتهميش من يحمل علم الزيدية وإقصائه، وحرمانه من أي وظيفة أو عمل يدر عليه رزقه، وعرقلته في أي عمل يتوجه إليه، وربما سرقت بضاعته إذا كان له تجارة، أو نسف محل