ابن مفتاح
  الحديثة جرفه ولا هدمه، وعجب الناس لذلك، وانبهر عمال الشركة لذلك القبر وكانوا أجانب وقالوا: «ها هنا رهبان!» واشتهرت هذه الحادثة الكريمة في صنعاء، ولم تزل هذه الحادثة مشهورة في صنعاء إلى اليوم، وقد سألتُ –أنا - صاحبَ محل في شارع تعز من أهل المحافظات الشافعية فأخبرني بهذه القصة، ويُعَجِّبني في خبره، وهو لا يعرف ابن مفتاح ولا أحواله، بل يسميه «صاحب القبر الأبيض».
  وما زال القبر اليوم في شارع تعز، عليه شبك وباب على جانب الشارع الغربي، وعنده محلات تجارية.
  وفي هذه الأعجوبة الخارقة آية بينة على أن مذهب الزيدية هو مذهب الحق.
  فسلام الله تعالى على صاحب ذلك القبر الأبيض، ورحمته وبركاته، وزاد الله تعالى مؤلفه الكريم شرح الأزهار شهرة ورواجاً، وعم بنفعه المسلمين، والحمد لله الذي زادنا في الحق ثقة وبصيرة، وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين.
  ولعلماء الزيدية وأئمتهم كرامات كثيرة تتكرر في كل زمان، بل لكثير من مؤمنيهم المخلصين كرامات، وهكذا يؤيد الله تعالى أهل دينه المحقين وينصرهم على غيرهم ويبين فضلهم ورضاه عما هم عليه من الدين.
  وهذه ميزة يتميز بها أهل هذا المذهب ويختصون بها، كرامة أكرمهم الله بها، وخصهم بها، أما من سواهم من أهل المذاهب فليس لهم من ذلك حظ ولا نصيب.
  وللزيدية ميزة يتميزون بها وهي: بعدهم عن السلاطين، وعن التوظف معهم وعدم مقاربتهم ومخالطتهم، وهم مع ذلك أهل فقر شديد، فيصبرون على الفقر ويرونه أفضل من مقاربة السلاطين ومخالطتهم، وقد يموت عالمهم ولم ير أرباب الدولة ولم يروه، بل إن أحدهم يتورع عن الأكل من طعام الموظف عند الأمراء.