من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

في ذكر أهل البيت والصحابة والشخصيات وما يتعلق بذلك

صفحة 472 - الجزء 3

  ومن البعيد بل من المحال عادة أن يقع الخطأ في أمر عظيم كخلافة النبوة أو نحوها، ويستمر الخطأ السنة والسنتين والسنين الطوال، من غير أن يتنبه الجمهور وأهل المشورة والرأي لذلك الخطأ.

  نقول هذا من غير أن نُكَفِّر أولئك السابقين أو نخرجهم من الإسلام، ولهم بعدُ حرمة مرعية قضت بها لهم السوابق، غير أننا نقف منهم موقف العائب والزاري مع التحفظ ومراعاة الحرمة الأولى، والحكم الله والموعد القيامة.

  كل ما ذكرنا هنا نرى أننا ملزمون بالحكم به قضاءً بما دل عليه مثل قوله تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}⁣[البقرة: ٢٨٦]، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا}⁣[فصلت: ٤٦]، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}⁣[الزلزلة]، وغير ذلك كثير في القرآن، والمخاطب بهذه الآيات ونحوها هم الصحابة من المهاجرين والأنصار خصوصاً وأولاً، ثم سائر الناس عموماً وثانياً.

  وقد قال تعالى في أهل أحد من أصحاب النبي ÷: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}⁣[آل عمران: ١٥٢].

  وقال تعالى في أهل أحد أيضاً زارياً عليهم قلة صبرهم وثباتهم مع نبيهم وقلة وفائهم لعهدهم، وفيهم السابقون وأهل بدر: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ١٤٦}⁣[آل عمران].

  وقال تعالى مستنكراً لصنيعهم واستكانتهم وضعف نياتهم وثباتهم: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ١٤٤}⁣[آل عمران].

  وما ذكرنا هنا يدل على ما قلنا سابقاً إن وعد الله تعالى بالجنان للسابقين الأولين