فوائد متفرقة
  الله سبحانه وتعالى، وفيها قراءة الفاتحة وفيها الدعاء، وكل هذا هو من أجل الميت.
  فمن هنا عرفنا أن تلاوة القرآن للميت والدعاء له بالمغفرة والرحمة ليس ببدعة لا في العزاء ولا في غيره.
  نعم، يصح ويجوز أن يقرأ المؤمن القرآن ويهدي ثواب قراءته لمن شاء من المؤمنين، والذي يدل على ذلك أمور:
  ١ - أنه لا مانع يقدر في أن تطيب نفس المؤمن في إهداء ثواب قراءته إلى من شاء من إخوانه المؤمنين أحياءً كانوا أم أمواتاً؛ إذ أن ثواب تلاوته حق له من كسبه، فله أن يتصرف فيه كيفما شاء، ولم يرد دليل لا من الكتاب ولا من السنة يمنع من ذلك، فلا بدعة حينئذٍ في ذلك، فتلاوة القرآن مشروعة، وطلب التالي من الله تعالى أن يجعل ثواب تلاوته هدية إلى روح فلان طلب حسن ودعاء بار، وللمؤمن أن يدعو الله تعالى بما شاء، وقد وعد الله تعالى بالإجابة، اللهم إلا في طلب الإثم أو قطيعة رحم كما جاء في الآثار.
  ٢ - جاء في صحيح الأثر: أن الحسنين وعلي بن الحسين كانوا يخرجون صدقة الفطر عن أسلافهم الأموات À جميعاً، وكذلك غيرهم من كبار أهل البيت $.
  ٣ - جاء عن النبي ÷: أنه ضحى بكبش عمن لم يضح من أمته ÷.
  ٤ - ما ثبت أنه يصح الحج عن الغير.
  فإن قيل: قد قال الله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ٣٩}[النجم ٣٩] مما يدل على أنه لا ينتفع إلا بثواب عمله دون ثواب عمل غيره.
  قلنا: معنى الآية: أن الإنسان لا ينال من الثواب بالاستحقاق إلا ما كان عن طريق سعيه، فلا يستحق الإنسان إلا ثواب سعيه دون سعي غيره، وإنما ذكرنا الاستحقاق في تفسير الآية لأن اللام تدل عليه، ولم تنف الآية ما يحصل عليه المكلف من الثواب عن طريق التفضل.