من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[التطور الصناعي]

صفحة 533 - الجزء 3

  المؤمن القوي الإيمان ينفعل لهذا الخبر، ويتأثر به غاية التأثر، ويقوم له ويقعد، أما ضعيف الإيمان فلا يظهر عليه أثر لخبرك، ولا يهتم له، وكأنه لا يعنيه في دينه.

علوم العرب قبل الإسلام

  علم الشعر وصناعة الكلام، والخطب، وعلم أنساب قبائل العرب، وحفظ الشعر ونقده، والعلم بمفاخر قبائل العرب ومآثرها وأيامها وما جرى لها أو عليها، والعلم بتواريخها وأيامها، والعلم بمثالبها، وكان علم الكهانة فيهم قليل، ولهم علم بصفات الخيل وأنواعها وجميع ما يتصل بها، وهكذا الإبل فإن لهم بها معرفة وخبرة.

  وكان لهم علم بالنجوم إذ كانوا يهتدون في أسفارهم بها في البر والبحر، وبنجوم الزراعة، وكان علم القراءة والكتابة فيهم قليل.

  وكانت جنوب الجزيرة العربية مهداً للعلم باستخراج معادن الذهب والفضة والحديد، والتفنن في صناعة تلك المعادن، وللعلم بهندسة البناء العجيب، وما زالت آثار تلك الهندسة العجيبة إلى اليوم فيما تبقى من بقايا السدود والقصور، ومهداً للعلم بصناعة الثياب ونسجها، وللعلم بالزراعة والتجارة.

[التطور الصناعي]

  يتحير العقل من التطورات الصناعية التي وصل إليها البشر في جميع المجالات، وكان من المفروض أن يستخدم البشر ما وصلوا إليه من الإبداع والاختراع في منافعهم ومصالحهم العامة والخاصة، إلا أن الواقع المشهود هو العكس.

  فالأسلحة المتطورة تستعمل في البغي والعدوان، فالدول المصنعة لا تبيع السلاح إلا من الظالم دون المظلوم، والإعلام المتطور سخروه لترويج مصالح الظلمة والجبابرة، ولترويج الباطل وتلويث الأفكار وإفساد الأخلاق، وفي الحرب على الحق والمحقين والمستضعفين، وهكذا الاتصالات والمواصلات وغيرها.