من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[نعم الله العظيمة علينا في هذا العصر]

صفحة 534 - الجزء 3

[موهبة العقل والمال]

  - كل واحد من الناس يحسن الظن بعقله ولا يتهمه بالضعف والنقص، هذه هي طبيعة الآدميين؛ فترى ضعيف العقل وناقصه إذا اختبرته يعتقد في نفسه أنه أعقل من غيره وأذكى، وأبصر بتدبير الأمور وأعرف بطرق الخطأ والصواب، و ... إلخ.

  - ومن طبائع الحياة الدنيا أن ضعفاء العقول من بني آدم أكثر حظاً في الدنيا، فتراهم ذوي تجارات واسعة وترف ورخاء وتمكن ووجاهة، و ... إلخ، ومن هنا قال أبو المعري:

  كم عالم عالم أعيت مذاهبه ... وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا

  هذا الذي ترك الأوهام حائرة ... وصير العالم النحرير زنديقا

  غير أن كثرة المال بأيديهم يغطي عيوبهم الناتجة عن ضعف العقل ونقصه فلا ينتبه الناس للنقص والعيب، وإن تنبهوا لذلك اعتقدوا أنه ناتج عن سياسة وذكاء.

  - في كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # ما معناه: (إن رزق الإنسان محسوب عليه من عقله)، فمن كثر عقله وكمل قل حظه من متاع الدنيا، ومن قل عقله ونقص عوضه الله تعالى بكثرة متاع الدنيا على حسب ما نقص من عقله.

  - الأحمق: هو الذي يريد أن ينفع نفسه فيضرها، فهو يعتقد في عقله الكمال، ويرى أن آراءه هي الصواب، فيمضي على رأيه، فتحصل له مشاكل وعواقب سيئة فلا يتنبه، بل يصر على المضي.

  وقد رأيت من هذا النوع كثيراً، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيراً من خلقه.

[نعم الله العظيمة علينا في هذا العصر]

  الحمد لله الذي حملنا في البر والبحر، وطار بنا سبحانه في أجواء السماء، وحلق بنا تعالى فوق السحاب، على أرفه المراكب حتى قطعنا مسيرة شهر في ساعة، من غير أن يلحقنا في مسيرنا حر ولا برد، ولا تعب ولا نصب.

  في التقدم الصناعي والحضاري أمور يلزم التأمل لها ووقوف الفكر عليها وهي: